رفض صم عرب مطالبة «الاتحاد العالمي للصم، واللجنة الدولية لمترجمي لغة الإشارة للصم»، إيقاف التعامل الفوري لمشروع القاموس العربي الموحد للغة الإشارة، واعتبروا «الطلب تدخلاً في الخصوصية العربية». وشهد قبول «القاموس العربي للصم» لغطاً بين مؤيد ورافض، وبخاصة توجيه اتهام ،إلى احتوائه على أخطاء، والتي اعتبرها القائمون على القاموس بسيطة، وتم تصحيحها في وقت لاحق. واعتبر عضو الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم سعيد القحطاني، والذي شارك في ورش عمل إعداد القاموس، ل «الحياة» أن «بعض الصم نادوا بتعديل القاموس فيما طالب آخرون بإلغائه»، موضحاً أن «رحى المعركة بين رافضي القاموس، وقابليه، تدور في الانترنت ورسائل الموبايل، وشارك فيها صم ومترجمين وعاملين»، معتقداً أن «توحيد لغة الإشارة العربية أمر ضروري، ومطلوب من قبل الصم العرب»، نافياً أن «ورود أخطاء في القاموس، سبباً كافياً لإيقافه». وأصدر الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، الذي أسس في 1972، جزءين من القاموس العربي للصم، يضمان نحو 3183 كلمة، ويعد القاموس أول إنجاز للصم العرب. واعتمدت في الندوة العلمية الأولى في دمشق في عام 1980 أول أبجدية عربية موحدة للصم، وبخاصة «أبجدية الأصابع الإشارية»، وتضمنت التوصية 13 «السعي إلى اعتماد لغة الشفاه وأبجدية الأصابع، ولغة الإشارة وكل الأشكال الأخرى الممكنة من التخاطب الشامل مع الأصم، وذلك في مجال تربيته ومن أجل نموه اللغوي». وذكر القحطاني «على ضوء التوصيات، بدأ طباعتها واعتمادها والعمل بموجبها في مدارس الصم في الدول العربية». وشهد عام 1998 تدشين خطة عمل قاموس عربي موحد للغة الإشارة، وحظي بموافقة وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وعقدت في الأمارات العربية المتحدة في عام 1999 ورشة عمل، أقر فيها توحيد 1275 كملة مفردة و410 كلمة مزدوجة، وفي عام 2005 استضافة دولة قطر ورشة العمل الثانية، وصيغ فيها الجزء الثاني من القاموس، والذي ضم 1498 كملة مفردة ومزدوجة. وأقر الملتقى الخليجي للصم في قطر عدة توصيات، من بينها «إقرار لغة الإشارة العربية الموحدة، لتكون اللغة الرسمية المعتمدة في الملتقيات العربية الخاصة بالصم»، و«ضرورة عمل دورات تدريبية تنشيطية للمترجمين العرب». وتساءل القحطاني عن الهدف من وراء «تدخل الاتحاد العالمي في إيقاف مشروع عربي أقرته الحكومات العربية»، معتبراً أن الاتحاد عمل في وقت سابق بخطوات مشابهة للمشروع العربي، «عبر إقراره في عام 1951 بتوحيد لغة إشارة دولية، ضمت 1500 كلمة إشارية، والتي سُميت شفة الإشارة الدولية (جستينو)، وتُعد هي اللغة الرسمية المستعملة منذ إقرارها»، ملقياً اللوم على «المترجمين والمختصين العرب، الذين وقفوا إلى جانب الاتحاد في إيقاف القاموس العربي»، واصفاً إياهم ب«عدم الحياد»، معتبراً «حجتهم في حماية الصم من التهميش حال تبنيهم القاموس العربي واهية». ولم ينكر القحطاني وجود أخطاء شكلية في القاموس، وصفها ب«البسيطة والجزئية»، معتقداً أنها لا «توثر على الهدف والمضمون، كما تنبهنا لها وأشرنا لها في توصيات الندوة العلمية الثامنة للاتحاد، وتمت مراجعتها لاحقاً، كما أعلن مسؤول في الجامعة العربية والاتحاد العربي في خطابات رسمية الأخطاء وحلها وإعادة عرضها على مجموعة من الصم لاختيار حركات أشارية بديلة لها».