بعد 32 يوماً من الإثارة والمتعة البرازيلية في نهائيات كأس العالم، عاد اهتمام الإنكليز إلى الأندية المحلية واستعداداتها للموسم الجديد في البريمييرليغ، الذي ينطلق بعد أربعة أسابيع، لتتركز الأنظار على سوق الانتقالات الصيفية، وعلى رغم أن المتبقي قبل الإغلاق هو 45 يوماً، فإن الخمسة الكبار، أرسنال وليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشلسي، أنفقوا ما لا يقل عن 250 مليون جنيه على ضم لاعبين ونجوم جدد. حامل اللقب مانشستر سيتي، ظل محافظاً وقنوعاً في سوق الانتقالات حتى الآن، فهو لم ينفق سوى 18 مليوناً، على ضم لاعب الوسط البرازيلي فرناندو، من بورتو البرتغالي في مقابل 12 مليون جنيه، وأضاف إليه الحارس ويلي كاباليرو من ملقة، الفريق السابق للمدرب الحالي للسيتي مانويل بيلغريني، في مقابل 6 ملايين جنيه، بعدما سمح للحارس الثاني في الفريق، كوستيل بانتيليمون بالرحيل مجاناً إلى سندرلاند. كما أضاف السيتي، مدافع أرسنال باكاري سانيا مجاناً، ليغطي رحيل المخضرم جوليان ليسكوت المنتقل إلى وست بروميتش إلبيون، وأيضاً رحل عنه لاعب الوسط غاريث باري، الذي أكمل عام الإعارة، إلى إيفرتون بانتقال كامل. والسبب الرئيس خلف هذا التحفظ في سوق الانتقالات، ينبع من عقوبة الاتحاد الأوروبي بقانون «العدل المالي»، الذي لم يلتزم به النادي في الأعوام الأخيرة. لكن الجار مانشستر يونايتد، كان أكثر نشاطاً، بل إن جماهيره تعتبر المدرب المخضرم لويس فان غال أبرز القادمين الجدد إلى الفريق، والذي قاد منتخب بلاده هولندا إلى المركز الثالث في نهائيات كأس العالم الأخيرة في البرازيل، والذي يذكرهم كثيراً بمدربهم الأسطوري السير أليكس فيرغسون، وكانت أولى صفقاته ضم نجم وسط بنفيكا أندير هيريرا في مقابل 28 مليون جنيه، ليضيفه إلى الظهير الأيسر الواعد لوك شو، الذي دفع يونايتد 30 مليون جنيه لضمه من ساوثهامتون، ومع ذلك تظل الصفقتان غير كافيتين لتعزيز صفوف الفريق واعتباره مرشحاً للقب مرة أخرى، فالفريق ما زال يبحث عن بدائل لقلبي الدفاع المخضرمين نيمانيا فيديتش المنتقل إلى إنتر ميلان، وريو فيردناند المنتقل إلى كوينز بارك رينجرز. وتردد أن فان غال سيستغني عما لا يقل عن 10 لاعبين، على رأسهم ناني وتوم كليفرلي وآشلي يانغ، كما يتردد أن إدارة النادي وفرت 150 مليوناً لفان غال لدعم الصفوف، والتي من المتوقع أن تزيد وتيرة الجهد في سوق الانتقالات في الأيام المقبلة، بعدما بدأ المدرب الهولندي عمله قبل أيام. أما تشلسي، الذي سقط عند الحواجز الأخيرة الموسم الماضي في صراعه على اللقب، فإنه أنفق 82 مليون جنيه على ثلاثة لاعبين حتى الآن، هم نجم الوسط الإسباني سيسك فابريغاس، إذ دفع النادي اللندني 30 مليوناً لبرشلونة للتخلي عنه، علماً بأن النجم الإسباني كشف عن أنه اتصل بمدربه السابق آرسين فينغر، الذي لم يشجعه على العودة إلى أرسنال. كما ضم مدرب البلوز جوزيه مورينيو نجمي أتلتيكو مدريد بطل الدوري الإسباني ووصيف بطل أوروبا المهاجم دييغو كوستا (32 مليون جنيه)، والمدافع الأيسر فيليبي لويس (20 مليوناً) الذي سيعوض رحيل آشلي كول المنتقل إلى روما. وأبرز الراحلين عن تشلسي المدافع البرازيلي ديفيد لويز الذي انتقل إلى باريس سان جرمان في مقابل 50 مليون جنيه، كما رحل المخضرمون، المهاجم الكاميروني صامويل إيتو ولاعب الوسط فرانك لامبارد والحارس الأسترالي مارك شوارزر، وكذلك رحل المهاجم السنغالي ديمبا با. ونجح أرسنال في عقد صفقة مبكرة أثارت فرحة جماهيره، التي تعودت على جلب نجوم جدد في اليوم الأخير من سوق الانتقالات في المواسم الماضية، إذ ضم النجم التشيلي أليكسيس سانشيز من برشلونة في مقابل 30 مليون جنيه، وأضاف إليه الظهير الأيمن الفرنسي ماتيو ديبوشي من نيوكاسل بقيمة 10 ملايين جنيه، لتعويض رحيل باكاري سانيا. كما رحل عنه الحارس البولندي لوكاس فابيانسكي، والمهاجم الدنماركي نيكولاس بيدتنر. وما زال المدرب فينغر يبحث عن مزيد من الصفقات، إذ ارتبط اسمه بقوة لضم نجم وسط ريال مدريد، الألماني سامي خضيرة، والمهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي. وعلى رغم أن ليفربول خسر نجمه الأول الأوروغواني لويس سواريز المنتقل إلى برشلونة في مقابل 75 مليون جنيه، فإن المدرب بريندان روجرز نجح في تدعيم خطوطه استعداداً للمشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ نحو خمسة مواسم، بضمه نجم ساوثهامتون والمنتخب الإنكليزي آدم لالانا، في مقابل 25 مليون جنيه، والجناح الصربي لازار ماركوفيتش، في مقابل 20 مليون جنيه، من بنفيكا البرتغالي، ولاعب الوسط الألماني إيمري كان، في مقابل 10 ملايين جنيه من باير ليفركوزن، وهداف ساوثهامتون المخضرم ريكي لامبيرت، في مقابل 10 ملايين جنيه. وعلى رغم إنفاق الخمسة الكبار نحو 250 مليون جنيه في الأسابيع الأخيرة، فمن المتوقع أن يتم إنفاق مبلغ مساو له قبل إغلاق النافذة في مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.