«الفتيات اللواتي يتدرّبن على الفنون القتالية يهدفن إلى حماية أنفسهن، لكن هدفي هو أن أصبح مدرّبة في الكيك بوكسينغ، وفي حماية الآخرين من أشخاص ومنشآت، فأنا أحب تحمل المسؤولية وأجد نفسي في هذا المجال» تقول الطالبة الجامعية التي أصرت على عدم ذكر اسمها. السنوات الطوال التي قضتها في مزاولة الكيك بوكسينغ أهّلتها لتشارك في دورات حماية، ولكنها لم تعطها الشجاعة لمواجهة التعليقات والمشاكل التي ستنتج من ذكر اسمها في صحيفة، كما تقول. ضحى، في المقابل، استغربت من زميلاتها «المقاتلات» رفضهن القاطع للقاءات الصحافية: «أهلنا يعرفون أننا نشارك في هذه الدورات بملء إرادتنا. ولا أعرف لماذا يخفن من ذكر أسمائهن». تدرّبت ضحى طوال 13 سنة على الكاراتيه، وهي تنتظر فرصة لتعمل حارساً شخصياً. وترفض اعتبار هذه المهنة «رجّالية»، إذ تعتبرها «كأي عمل أو وظيفة». دخل التدريب على حماية الأشخاص والمنشآت إلى سورية في 2000، مع تحسّن الاقتصاد وبروز شركات تحتاج إلى حماية خاصة، كما يقول عمار الصيّاغ، مدير مركز «الفارس الذهبي للأمن والحماية». عام 2001، احتل إعلان صغير يشير إلى «دورات دفاع عن النفس للسيدات، ودورات أمن وحماية للمنشآت»... مساحة صغيرة في المطبوعات الإعلانية، «فانهالت الطلبات على المركز من شبّان وشابات»، كما يقول الصيّاغ. وتفوّق عدد الذكور المتقدّمين للدورات على عدد الإناث بسبب تعدد المجالات التي يستطيعون العمل فيها، ومنها: سائق، مرافق 24 ساعة، حارس شخصي... ولكن ما كان مستغرباً حقّاً أن عدد الفتيات اللواتي التحقن بدورات لحماية الأشخاص والمنشآت، فاق عدد اللواتي تقدّمن لدورات لحماية النفس بثلاثة أضعاف. ومن 40 فتاة مشتركة، عمل نصفهن في أمن المنشآت، وواحدة فقط في الحراسة الشخصية. وتتراوح الرواتب بين 180 و 340 دولاراً، ما جعّل معظم المتقدمين إليها من «الطبقات الوسطى وما دون»، كما يقول الصيّاغ. «شروط التدريب ذاتها للذكور والإناث. وتتضمن التدريبات التعامل مع العنف الجسدي والتزاحم والمواقف الحرجة، إضافة إلى تنمية النظرة الأمنية لدى الحارسات والقدرة على استشعار الخطر وتمييز مسببي المشاكل، وأيضاً على التعامل مع الحشود والأجهزة الإلكترونية. ويتوقع أن يزيد الطلب على الحارسات الإناث بسبب انخراط المرأة في شتى المجالات، ما يجعلها في حاجة إلى مرافقة أنثى، ربما تستأنس بها أكثر مما تستأنس مع مرافق.