عن «الدار العربية للعلوم - ناشرون» صدر الكتاب الاول من سلسلة تضم ثلاثة اجزاء اعدها الزميل فؤاد مطر، تحت عنوان «النهج السعودي في ترويض الأزمات والصراعات». يغطي الكتاب الأول الفترة الممتدة من مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (صيف 2005) حتى مرحلة النقاهة عقب الجراحة التي اجريت له في نيويورك (شتاء 2011)، اضافة الى المسافة الزمنية الحافلة بالإنجازات السياسية والمشاريع العمرانية. يقوم المؤلف بإجراء مراجعة سريعة لسيرة الملك المؤسس عبدالعزيز، مع عرض لمواقف أبنائه الملوك الأربعة: سعود وفيصل وخالد وفهد. وتتميز مؤلفات فؤاد مطر بغزارة التفاصيل وكثرة المستندات والوثائق التي تعطي كتبه صفة الأمانة والدقة والشفافية. لذلك اعتبرت اعماله من المراجع بالنسبة للأزمات التي عصفت بالسودان ومصر ولبنان والعراق وايران. وقد اصدر في هذا السياق اكثر من اثني عشر كتاباً بينها: موسوعة حرب الخليج وزلازل مصر السياسية، والمصالحة الوطنية في السودان والخميني وصدام، وسيرة حكيم الثورة جورج حبش... إلخ. وفي تناوله سيرة الملك عبدالله بن عبد العزيز، انتقى المؤلف ثلاثة شعارات ليجعل منها الاطار السياسي والاجتماعي لتطبيق الحكم، هي: المسامحة والمصالحة والمناصحة. ويعطي المؤلف حيزاً كبيراً للزيارات الرسمية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز للبلدان الآسيوية مثل الصين والهند وماليزيا... وللبلدان الغربية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ويستدل من نشر الخطب التي ألقيت خلال الحفلات، أن مطر أراد ان يظهر بجلاء طبيعة المصارحة التي يتحلى بها العاهل السعودي. أي ان ما يعلنه في الخارج لا يختلف اطلاقاً عما يعلنه في الداخل. ومثل هذا التوازن السياسي يعتبر النموذج الصحيح لحركة التطور في السعودية، بحيث يكون للمرأة دور فاعل في مشاريع النهضة بمختلف جوانبها التربوية والصناعية والفكرية. وركز الكتاب على إظهار الأدوار المنتجة التي ساهمت في نهضة المملكة، منذ مطلع السيتنات، مثل دور المغفور له الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير سلمان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز، اضافة الى الذين ساهموا في انهاء ازمة اليمن، واستمروا في دعم القضية الفلسطينية ومختلف القضايا التي تهم العالم العربي والاسلامي. خلاصة القول، أن فؤاد مطر أراد التأكيد في هذا الكتاب على أن النهضة في المملكة العربية السعودية، تنطلق من نهج معين تغلب بواسطته المسؤولون على الأزمات والمتاعب، وان هذا النهج هو الذي يحتل الصدارة في مشاريع الملك عبدالله بن عبدالعزيز.