يواصل المخرج إسماعيل عبدالحافظ تصوير مسلسل «ابن ليل» من بطولة مجدي كامل وأحمد بدير ويوسف شعبان وأحمد راتب ومحمد وفيق وفريال يوسف ونهال عنبر ومحمد عبدالحافظ وفتوح أحمد وتأليف طارق بركات وكلمات وأشعار سيد حجاب وألحان عمار الشريعي. تدور القصة خلال السبعينات من القرن العشرين، وتستمر حتى أوائل الألفية الجديدة في صعيد مصر عبر رحلة بحث عن الحق والحقيقة، من خلال قصة الشاب «حامد ولد أبوه» الذي ولد لقيطاً، ونشأ في أجواء من القمع والظلم والقهر. وعلى رغم أنه يجمع بين الرجولة والعطاء، لكنه يتحول إلى طاغية حين يجد نكراناً للجميل من المحيطين به. ويقول المؤلف طارق بركات ل «الحياة» عن سبب توجهه لكتابة دراما صعيدية للمرة الأولى في مسيرته: «دراما الصعيد تشبعت طوال الفترة الماضية بقصص الغرام والانتقام في كل المسلسلات الصعيدية، كاستعادة لروائع الأدب العالمي ومنها «الكونت دي مونت كريستو» و «زيارة السيدة العجوز» و «الإلياذة» و «قصة مدينتين» و «حرب طروادة» وغيرها، ففيها العادات والتقاليد والقيم ذاتها الموجودة في الصعيد، وكل هذا كان ملهماً لي لأقدم عملاً ليست له علاقة بقضايا الثأر، ولكن بالمثل والقيم من خلال جو غامض وأسطوري فيه الكثير من الرموز الواضحة والتي تأتي في مقدمها كيفية صناعة المجتمع لوحوشه وشياطينه حين تغيب قيمة العدل، حيث توجد سيطرة من النظام الحاكم المتمثل في «عمدة القرية» وبعض حوارييه، وكيف يستغلون طفلاً لقيطاً وينبذونه ويقهرونه ويستخدمونه ويعاملونه بسخرية، على رغم أنه مثل أي مواطن عادي له كل الحقوق، ما يحوّله إلى شيطان يبحث طوال الوقت عن الثأر، ويسعى إلى تعويض عقد النقص لديه». اخلاقيات ويشير بركات إلى أن المسلسل يتعرض أيضاً إلى ما ساد في المجتمع من أخلاقيات، وسيطرة المادة على كل شيء وانعدام الروحانيات وغيرها. وعن كثرة المسلسلات التي تتناول مجتمع الصعيد هذا العام، يقول: «كان مقرراً تنفيذ مسلسلي قبل عامين، وهو الأسبق بين ما يصور حالياً، وأرى أن وجود التيار الديني أحدث قلقاً لدى بعض صناع الدراما، خصوصاً المنتجين الذين يؤثرون السلامة فلجأوا إلى هذا اللون من الدراما، خصوصاً أن المجتمع الصعيدي متقيد بالمبادئ والقيم، وهو ما لن يدخلهم في مشاكل مقارنة بأعمال أخرى». ويرى بركات أن المسلسل سيثير جدالاً بعد عرضه خلال شهر رمضان، ويضيف: «الإخوان المسلمون يقولون لا لقتل الإبداع، لكنهم يريدونه بشروط، وهذا سيجعل الرقابة تطالب بمراعاة الآداب العامة، ومعروف أنه يعقب كل ثورة طفرات إبداعية، خصوصاً مع وجود فضاء رحب من الإنترنت والتكنولوجيا وفيديو الشارع، وكل هذا حالة نهضوية فنية سواء شاءت السلطة الحاكمة أم أبت». وعن تعاونه مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ، يقول: «هو قيمة وقامة، ومخرج يملك زمام أموره داخل الاستوديو وخارجه، ولديه اهتمام بالممثل والمؤلف، ويحتاج إلى نوع خاص من التعامل، لأنه يملك خبرات الزمن الجميل ويتعامل من هذا المنطلق، وطوال مشواري لم أر مخرجاً يهتم بجوهر العمل ومضمونه مثله». ويدافع عن اختيار مجدي كامل وفريال يوسف لبطولة العمل على رغم أنهما حلا بعد ترشيح عدد آخر من النجوم والنجمات، ويقول: «زادت شعبية مجدي كثيراً بعد مسلسل «وادي الملوك» في رمضان الماضي، وأرى أنه ممثل وإنسان مميز، وهو مخلص يشيع جواً من الإلفة والحب، كما أرى فيه مميزات نجوم الزمن الماضي. أما فريال فكنت أخشى من لكنتها التونسية على رغم تفوقها في أعمالها وكان آخرها «خاتم سليمان»، لكنني بعدما جلست معها تخلصت من هذا الخوف، كما وجدتها متميزة وخلوقة ومثقفة ومجتهدة».