بعد خمسة أيام من قيادته منتخب بلاده لإحراز كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، أعلن قائد المانشافت فيليب لام بصورة مفاجئة، اعتزاله اللعب على الصعيد الدولي وهو لا يزال في ال30 من عمره. ففي الوقت الذي يحاول فيه بعض المتقدمين في السن القيام بالرقصة الأخيرة، أو محاولة إضافة لقب جديد إلى مسيرته قبل أن يكون مصيره الفشل، قرر لام الاعتزال وهو في القمة، أي بعد إحراز فريقه كأس العالم بفوزه على الأرجنتين (1- صفر)، بعد التمديد الأحد الماضي على ملعب ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو. لا شك في أن الشعور العام في الشارع الألماني كان الدهشة لهذا القرار، ففي اللحظة التي تسلم فيها لام الكأس من رئيسة البرازيل ديلما روسيف، لم يكن أحد يشك ولو للحظة في أن لام سيعتزل بشكل مفاجئ بعد أن خاض 113 مباراة دولية وسجل خمسة أهداف. وقال لام: «إنه الوقت المناسب لي للاعتزال بعد اللقب العالمي». وأكد لام (113 مباراة دولية وخمسة أهداف)، أنه اتخذ القرار بعد التشاور مع الاتحاد الألماني لكرة القدم، مشيراً إلى أنه درس القرار على مدار الموسم الفائت، فقال: «اتخذت قراري بأن كأس العالم في البرازيل ستكون الأخيرة بالنسبة إلي». وسيكمل لام بالتالي مسيرته في صفوف بايرن ميونيخ المرتبط معه بعقد حتى عام 2018. ويبدو أن لام أبلغ مدرب المنتخب يواكيم لوف بقراره في اليوم التالي من التتويج. أما رئيس الاتحاد الألماني فتم إبلاغه صباح أمس (الجمعة)، وقال «شكرته على 10 أعوام من الخدمة في صفوف منتخب ألمانيا. أنا أقدر جداً هذه الفترة التي أمضاها مع المانشافت». وأضاف «فهمت مباشرة أنه سيكون من الصعب عليّ محاولة ثنيه عن قراره». أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقالت في مؤتمرها الصحافي اليوم (الجمعة): «أريد أن أعبر لفيليب لام عن احترامي الكبير لما قدمه للمنتخب الوطني». وبات لام الأحد الماضي رابع قائد ألماني يرفع كأس العالم بعد فريتس فالتر (1954)، وفرانتس بكنباور (1974)، ولوثار ماتيوس (1990). ولا يشك أحد في أن المسؤولين عن الكرة في ألمانيا سيطالبون لام بالتراجع عن اعتزاله، وتحديداً لخوض كأس أوروبا عام 2016، وهي البطولة الوحيدة التي تخلو خزائنه منها. وقبل الإشادة التي ستنهمر على لام بعد هذا القرار، كان مدربه الحالي في بايرن ميونيخ، الإسباني بيب غوارديولا وصفه ب«اللاعب الأكثر ذكاء والذي عملت معه خلال مسيرتي التدريبية». يستطيع غوراديولا على الأقل الاستفادة من خدمات لام حتى عام 2018 في صفوف الفريق البافاري.