في عصر التكنولوجيا والمكانس الكهربائية والآلة، لا يزال يوجد من يمتهن المهن القديمة التي قد استغنى البعض عنها بما هو حديث وجديد، حيث ترى في وسط باب مكة بجدة مهناً قديمة يزاولها أصحابها منذ عشرات السنين مستسلمين لكل تطورات العصر من أجل البقاء، فيما رفع آخرون الراية البيضاء وهجروها. ويشتكي بائع الأحجار الكريمة سعد أبو النبي من قلة الزبائن بسبب أن الآلة الحديثة وفرت عليهم من الجهد في صناعة الخواتم المرصعة بالحجر الكريم، بينما يعزو علاء الغامدي بائع الخرز عدم إقبال الناس إلى شراء الخرز إلى بغياب مفهوم الخرز كزينة فقد أتت أشياء بديلة، فلم يعد الخرز في ثقافة الزبائن رائجاً، بيد أن بائع أدوات السعف أبو بشير يعد المتفائل الوحيد باستمرار صناعة المستلزمات المصنوعة من السعف بسبب ارتباطها بالأصالة والمنازل الشعبية. وهكذا تجد المهن حية بالإنسان الذي يشغلها حتى لو كان المستهلك غير مهتم ببضاعته، وبرفض تام لا يفصح أبو النبي، الغامدي، أبو بشير، عن دخلهم اليومي أو الشهري، معتبرين السؤال عن هذا الأمر تدخلاً مرفوضاً في شأنهم الخاص، لكنهم قبلوا في الأخير إعطاء رقم تقديري.