واشنطن - رويترز - قلّل مسؤولون أمنيون أميركيون وأوروبيون وخبراء مستقلون من أهمية تقارير إعلامية عن تعزيز إيران تعاونها مع تنظيم «القاعدة» استعداداً لشن هجمات محتملة على أهداف أميركية وغربية. وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه: «يجب عدم المبالغة في هذا الأمر»، معتبراً أن علاقة «غريبة جداً» جمعت إيران و «القاعدة» منذ عقد أو أكثر، و «لا نرى أي تغيير في هذه العلاقة حالياً». وتتحدث تقارير منذ فترة عن تعاون بين طهران و «القاعدة»، مع العلم أنهما يتفقان في معاداة الولاياتالمتحدة لكنهما يختلفان في العقيدة، إذ غالبية سكان إيران شيعة أما أتباع «القاعدة» فهم من السنّة. ولفت إعلان وزارة الخزانة الأميركية هذا الشهر أنها ستفرض عقوبات على وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان ومساندتها ثلاث جماعات متشددة هي «القاعدة» و «حزب الله» اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس». وأشارت الوزارة الأميركية إلى أن وكالة الاستخبارات الإيرانية «سهّلت تحرك أنصار القاعدة في إيران ومنحتهم وثائق وبطاقات هوية وجوازات سفر. كما ساعدت في تمويل فرع القاعدة في العراق وتسليحه، وفي التفاوض لإطلاق سجناء القاعدة العراقيين». وأفادت شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية البريطانية بأن إيران أبرمت منذ سنتين اتفاقاً مع القيادة الأساسية ل «القاعدة» التي يتزعمها أيمن الظواهري حالياً لتدريب متشددين على المتفجرات وتمويل عمليات وتوفير ملاذ آمن. واستنتجت تقارير بريطانية وأميركية لاحقاً أن تحسن العلاقات بين إيران و «القاعدة» يزيد خطر شن هجمات خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن الصيف المقبل. لكن خبراء حكوميين في الولاياتالمتحدة وأوروبا قالوا إن «أفضل معلومات متاحة تشير إلى أن العلاقات بين إيران وقيادة القاعدة لا تزال مشحونة ومضطربة. لذا، لا يمكن الحديث عن تحسن حقيقي، على رغم أنه لا يمكن استبعاد زيادة التعاون بينهما».