لا تزال هذه المرأة تُصارع لكي تفك طيات هذه الشرنقة الخانقة التي طوقها بها مُجتمعها. أيعقل أن كل المجتمعات بشتى صنوفها أخطأت في التعاطي مع حقوق المرأة؟! وأن المرأة هُنا هي المرأة الوحيدة الصالحة على وجه الأرض؟! ربما... وربما! أحد الصراعات التي ناضلت من أجلها المرأة السعودية هو العمل، هذه هي المرأة في مجتمعي، تتكبد العناء وتتحمل مسؤولية مزدوجة بين البيت والعمل خارجه. أولاً: من أجل تحقيق ذاتها في أن تصبح إنساناً له كيان ووجود، وثانياً: من أجل أن تكون نصفاً آخر، ليس فقط في تكوين أسرة وأبناء، وإنما في بناء مجتمع وثقافة وعلم، وهنا تبدأ مرحلة «التحدي» لتحقيق هذا الهدف. الآن انتهت نصف المُدة بالفوز ب «حافز» المُقرر لمدة عام، والمُنتهي بالتوظيف إن شاء الله، وفي الحقيقة أن هذا المشروع «حافز» أصبح طُرفة صباحية يتقاذفها الزملاء في العمل، وحديث العصر للعاطلين والعاطلات، كما أنه لُقمة عيش ينتظرها المُحتاجون، ووجبة خفيفة لا يكترث لها كثيراً الميسورون. ويبقى الاستفهام خلف هذا؟ هل حُلم المرأة أن تحصل على 2000 ريال لمدة عام فقط؟ هل سيتحقق منالها بالصعود على منصة المُجتمع والمُشاركة في بنائه إذا تسلمت «إعانة حافز»؟ هل... وهل... ؟! أم أن آفاق المرأة السعودية أبعد وأبعد! «لا أطمح في ألفي حافز كهدف! بل إنني انتظر الوظيفة الموعودة بعد ذلك!»، هكذا عبَّرت الكثير من المُتقدمات إلى برنامج «حافز». كما عبَّرت أُخريات ب «حافز لن يوفر إلا وظائف بائعات في الأسواق، وليس عنده غير هذه الوظائف»، هكذا يعتقد البعض الآخر، وهذا الاعتقاد توافق مع مبادرة بعض المعاهد الصاعدة بإقامة دورات بمكافآت مادية لأشهر معدودة، تنتهي بالتوظيف في بعض المحال التجارية النسائية. ويبقى السؤال: هل «بائعة» سترضي نصف المُلتحقات ب «حافز»؟ وماذا سيُرضي النصف الآخر؟! وهل يوجد هناك وظائف أخرى للنصف الآخر؟! وهل ستنتهي مشكلات التوظيف بعد انتهاء هذا العام؟! بدأت سنة «حافز» والجميع ينتظر... «خوفاً من أن تنتهي كما بدأت». [email protected]