استضافت العاصمة العُمانية مسقط فعاليات «المؤتمر العربي العاشر لعلوم الفضاء والفلك». وحضره عدد كبير من المسؤولين العُمانيين، وضيوف شملت قائمتهم رئيس «الاتحاد العربي للفلك» ورؤساء الجمعيات والنوادي الفلكية العربية والدولية، إضافة إلى ممثلين عن «الاتحاد الدولي للفلك» International Astronomy Union، و«مكتب الأممالمتحدة لشؤون الفضاء الخارجي» (United Nations for Outer Space Affairs) و«الوكالة الأميركية للفضاء والطيران» («ناسا» NASA) و«وكالة الفضاء الأوروبية» («إيسا» European Space Agency) و «الشبكة الإسلامية البينية لعلوم الفضاء وتقنياته». ونجح المؤتمر العُماني باستقطاب 600 مشارك، جاؤوا من 39 دولة. عصر وسائل المعرفة خلال المؤتمر الذي عُقِدَت جلساته في «جامعة السلطان قابوس»، تحدّث الدكتور صالح بن سعيد الشيذاني «رئيس الجمعية الفلكية العُمانية» وشدّد على دور علوم الفلك وتقنيات الفضاء في تيسير سُبُل التواصل بين الشعوب. وأضاف: «ثمة ملامح جديدة بدأت بالظهور. نحن على عتبة عصر كوادر المعرفة، إذ باتت وسائل التواصل تفرض الإسراع في مواكبة التطورات المتلاحقة، والتخطيط بشكل متجدّد، والتكيّف والتعايش بصور أوسع. كما تنوّعت مصادر المعرفة. وبرزت أوجه جديدة من التعاون الدولي البنّاء». وعُقِد المؤتمر تحت شعار «دور علوم الفلك والفضاء في تطوير المجتمعات المعاصرة». وشمل معرضاً فلكياً قُدّمَت فيه مجموعة كبيرة من الابتكارات والمشاريع. ونُظّمَت أمسية رصد فلكي، راقب المشاركون فيها قبة السماء باستخدام مناظير متطوّرة. واهتموا أيضاً برصد تفاصيل سطح القمر. وتعرفوا عن قرب الى كوكب الزهرة وأطواره. وتمكّنوا من مشاهدة كوكب المشتري وأقماره. ومدّوا أبصارهم صوب مجرة «سديم الجبار». ووعد إليفارو جيمنز ممثل «وكالة الفضاء الأوروبية»، بإحداث نقلة نوعية فريدة في علوم الفضاء والفلك في العالم العربي، عبر تقديم دعم دولي للجهود العربية في هذه العلوم. وأشاد بالمؤتمر وبرنامجه، منوّهاً بنوعية أوراق العمل المُقدّمة فيه، وورشه التدريبية. ووصف جيمنز علوم الفضاء والفلك في العالم العربي بأنها متميزة، منوهاً بالدور الكبير للمؤتمر في التبادل المعرفي والعلمي بين العرب والغرب. ولفت النظر إلى جديّة التجارب التي وُصِفَت في المؤتمر، والمشاركات المتعددة والمتنوعة لهواة الفلك وبحاثيه والمهتمين به من العرب. ولاحظ أن هؤلاء يسعون جاهدين إلى إيصال رسالتهم للمجتمعات العربية، وتوضيح ماهية هذا العلم، وشرح سُبُل الاهتمام به. وعبّر روبرت ويليامس، رئيس «الاتحاد الدولي للفلك» عن دهشته لوفرة الفئات الطلابية العربية المهتمة بالفلك، والمشاريع التربوية العلمية في هذا المجال، معتبراً أن هذه الأمور تؤشر إلى وجود معرفة علمية وفلكية واسعة لدى الطلبة العرب ومعلميهم على حد سواء. برامج فلكية وقدم عضو الجمعية الفلكية العُمانية علي بن عامر الشيباني ورقة عمل بعنوان «بناء تراث فلكي عُماني لبرنامج «ستيلاريوم» stellarium. ويتميّز «ستيلاريوم» بكونه برنامجاً مفتوح المصدر، يقدّم صوراً ثلاثية الأبعاد عن الكون وأفلاكه، ويُحدّثها باستمرار. أوضح الشيباني أن المشروع يهدف الى توثيق الموروث الفلكي الكبير في عُمان، مع عرضه بشكل عصري عبر إضافته إلى برنامج الفلك «ستيلاريوم» الشهير. ورأى في هذا الأمر تعميماً للمعرفة في علوم الفلك، إضافة إلى أنه يدعم عملية تسجيل موروث عُماني ثقافي وازن. وتحدث زميله ناصر سعيد الهاشمي عن «دراسة مطلع النجوم ومغاربها ومدى توافقها مع الديرة». وعرض مراحل ابتكار «الديرة» التي تُسمى أيضاً «الحقة» و «بيت الإبرة». وبيّن طرق تقسيم الدرجات فيها، وتُسمى «أخنان» وسبب استبدال الدرجات بأسماء النجوم، ومدى توافق النجوم ودرجة طلوعها في الدائرة الأفقية مع درجاتها في «الديرة»، وكذك أسباب اختلافهما. في سياق متّصل، افتُتِحَت أخيراً «الدورة الثامنة لتطبيقات الأقمار الاصطناعية الخاصة بالأرصاد الجوية»، التي تستمر حتى 22 شباط (فبراير) الجاري. ينظّم الدورة «مركز الامتياز» التابع ل «مركز الامتياز لعلوم تطبيقات الأقمار الاصطناعية الخاصة بالأرصاد الجوية». ويدير هذا المركز شؤون الطيران المدني في «المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية» بالتعاون مع «مركز الاستشعار من بُعْد» في «جامعة السلطان قابوس»، تحت إشراف «المنظمة الأوروبية للأقمار الاصطناعية» («إميتسات» Eumetsat)، وبمشاركة وفود من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويبحث المشاركون مواضيع مختلفة تخصّ علوم الاستشعار من بُعْد وتطبيقاته، مع التركيز على تطبيقات الأقمار الاصطناعية، خصوصاً أقمار «إميتسات»، وإيلاء أهمية مرتفعة للتدريب عملياً على تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية وصورها، باستخدام أمثلة فعلية.