يضرب عمرها في عمق التاريخ، وطالما مثلت موقعاً مهماً لطرق التجارة قديماً، خصوصاً لاحتوائها على آبار حمى التي كانت القوافل تتوقف عندها، لتنطلق بعد ذلك إلى طريقين، الأول يتجه شمال شرقي الجزيرة العربية ماراً بقرية الفاو، والثاني يتجه إلى شمال الجزيرة وغربها مارا بجرش ثم مكةالمكرمة ثم إلى بلاد الشام ومصر، إنها محافظة ثار إحدى المحافظات الشمالية لمنطقة نجران، وتحدها محافظات يدمة وبدر الجنوب وحبونا، التي خصص لها أخيراً مبلغ 30 مليون ريال لتنفيذ مشاريع تطويرية. وأوضح رئيس بلدية المحافظة صالح حسين آل دوس، في تصريح صحافي أنه تمت ترسية وتنفيذ مشاريع سفلتة وإنارة وأرصفة بالمحافظة ومراكزها في المخططات الاستثمارية ومواقع متفرقة، بقيمة إجمالية بلغت 30 مليون ريال، كما تنفذ حالياً مشاريع لدرء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار بمبلغ ثمانية ملايين ريال، لافتاً إلى أنه تم إنشاء ساحات شعبية بمحافظة ثار بمبلغ 500 ألف ريال، وتنفيذ ساحة احتفالات في محافظة ثار وقرية نعوان. وأضاف أنه يجري إنشاء حديقتين في المحافظة بمبلغ مليون ريال، إضافة إلى مشروع لتحسين وتجميل متنزهات بمبلغ 500 ألف ريال، وأنه يجري حالياً تسوير مقابر ومغاسل موتى بالمحافظة ومراكزها، وتنفيذ ساحات في بعض المراكز، وإنشاء مبنى البلدية بكلفة ثمانية ملايين ريال، مشيراً إلى أن المحافظة تحظى بأهمية اقتصادية، لكونها تضم منجماً للذهب في مركز الجوشن، إلى جانب معادن الفضة والنحاس والزنك. وذكر أن المحافظة تتميز بمناخات وتضاريس جمعت معظم أشكال الطبيعة، مثل الجبال المرتفعة والكثبان الرملية والسهول المنبسطة التي تتخللها الأودية، مثل واديي ثار وقطن، «كما يعد متنزه الجزم الطبيعي من أشهر المتنزهات الطبيعية في منطقة نجران، إضافة إلى متنزهات عشارة وكتام ونجد القرايع»، لافتاً إلى أنها من المواقع الأثرية المهمة في شبه الجزيرة، التي تضم آبار حمى الشهيرة، وفيها النقش المعروف الذي يبلغ طوله ستة أمتار مكتوب بالخطين السبئي والثمودي، وأن هذه المحاولات كانت البداية نحو الكتابة الأبجدية التي توصل الإنسان إلى ابتكارها وعرفت بالخط المسند كما تشير الروايات التاريخية. وأضاف أن موقع حمى الأثري يضم ستة آبار ما زالت المياه العذبة فيها حتى وقتنا الحاضر، وهي: أم نخلة، القراين، الجناح، سقيا، الحماطة، والحبيسة، وأن المحافظة يمتزج فيها القديم بالحديث من الناحية العمرانية، إذ تنتشر المباني السكنية الحديثة في مركز المحافظة والقرى الرئيسية التابعة لها جنباً إلى جنب مع بيوت الطين القديمة، مشيراً إلى أنها تضم الكثير من المشاريع الحكومية التي جعلت أهالي المحافظة البالغ عددهم نحو 30 ألف نسمة ينعمون بكامل حاجاتهم داخلها من دون الحاجة للسفر. ولفت إلى أن في المحافظة معظم الإدارات الحكومية مثل المحكمة الشرعية، ودائرة للتحقيق والادعاء العام، ومكتب للأوقاف والدعوة والإرشاد، ومصلى للعيد، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، كما تضم 31 مدرسة للبنين و22 مدرسة للبنات، وفيها كثير من المراكز الأمنية التابعة لشرطة وإمارة منطقة نجران، مشيراً إلى أنه في مجال الخدمات الصحية تتوزع خمسة مراكز للرعاية الصحية، وأنه تم أخيراً افتتاح مستشفى ثار العام بسعة سريرية تجاوزت 50 سريراً، ويحتوي على 10 عيادات خارجية، وقسم متكامل للطوارئ، وأقسام تنويم لجراحة الرجال والنساء والولادة والأطفال، أما في مجال الخدمات البلدية فشهدت المحافظة مشاريع بقيمة أكثر من 40 مليون ريال في مجالات السفلتة والأرصفة والإنارة، ودرء أخطار السيول وإنشاء مبنى للبلدية وغيرها.