عوداً حميداً، كان ذلك أقل ما يمكن قوله عن الحال الذي ظهر به نجم الكرة الإنكليزية، ومانشستر يونايتد بول سكولز الذي أعلن اعتزاله لعب كرة القدم نهائياً مطلع هذا الموسم، وهو الأمر الذي لم يكن محبباً إلى عشاق كرة القدم بشكل عام ومحبي «الشياطين» بشكل خاص، كيف لا وهو النجم التاريخي الذي جلب بطولات دوري أبطال أوروبا، والدوري والكأس وكل مايمكن جلبه من الإنجازات لفريق مانشستر يونايتد. إلا أن خبراً سعيداً لاح في الأفق حول ذهاب بول سكولز للمدرب اليكس فيرغسون ومحادثته حول إمكان عودته للعب كرة القدم مجدداً، خصوصاً أنه لم يعد يطيق البقاء من دون كرة قدم، وصرح سكولز قائلاً: «ادركت بعد قراري الاعتزال مدى اشتياقي لكرة القدم، وأشعر بالسعادة لثقة المدرب فيرغسون بأنه يمكنني أن أعود بالنفع للفريق». مضيفاً: «لم أكن قادراً على النجاح في أي مجال آخر وأنا ما زلت أحمل مهارة كرة القدم في داخلي، كان لا بد من عودتي لركل الكرة مجدداً». وبالفعل حدث الامر السعيد بعودة بول سكولز وتراجعه عن قرار الاعتزال، والأدهى أنه عاد ليقود مانشستريونايتد للانتصارات بعد تعرضه لنكسة منتصف هذا الموسم، سكولز ما زال يتمتع بلياقة كبيرة، وهو يملك القدرة على اللعب لمدة 90 دقيقة من دون أي شعور بالتعب. يذكر أن سكولز سجل 150 هدفاً خلال 676 مباراة خاضها في صفوف الشياطين الحمر منذ العام 1994، وحتى 2011، وجاءت عودته لمساعدة اليونايتد على ترميم خط الوسط المليء بالإصابات. وحصل سكولز على تقدير كبير لقدراته في التمرير الدقيق أو تسجيل الأهداف كما واجه انتقادات بسبب قوة تدخلاته لكن اللاعب البالغ من العمر 36 عاماً لم يصدر الكثير من الضجيج طيلة مشواره الرائع الذي ابتعد خلاله عن الأضواء بصورة كبيرة. وكان قد أعلن نبأ اعتزال سكولز في بيان بسيط صادر عن النادي الانكليزي على عكس زميله الحارس الهولندي إدوين فان دير سار لينهي مسيرة حصل خلالها على عشرة ألقاب في الدوري الانكليزي الممتاز، واثنين في دوري أبطال اوروبا وثلاثة القاب في كأس الاتحاد الانكليزي وبينها الثلاثية الشهيرة عام 1999. وقال سكولز حينها: «لست بالرجل الذي يتحدث كثيراً لكني أقول بأمانة إن لعب كرة القدم هو كل ما أردت القيام به وكوني حظيت بهذه المسيرة الطويلة والناجحة في مانشستر يونايتد أشعرني بالفخر فعلاً». وبزغ نجم سكولز في استاد اولدترافورد في منتصف التسعينات كجزء من الجيل الذهبي للاعبين صغار السن الذي ضم ديفيد بيكهام ورايان غيغز وغاري نيفيل. ونال سكولز إعجاب الكثير من عظماء اللعبة بينهم زين الدين زيدان الفرنسي الذي وصفه بأنه: «أصعب منافس». مضيفاً: «أفضل لاعب وسط في جيله بلا شك». وقال تشافي لاعب وسط برشلونة إن سكولز يجسد أفضل نموذج شاهده في آخر 15 أو 20 عاماً للدور الذي يقوم به لاعب الوسط. وأشار تشابي هذا العام إلى أن سكولز ربما نال تقديراً أكبر لو كان اسبانياً. وخلال مسيرته سجل سكولز أهدافاً كثيرة، ويعد أقرب الأهداف إلى قلبه هو هدف كان أقل ما يقال عنه أنه خرافي ومن عالم آخر، قصة الهدف رواها الإنكليزي ديفيد بيكهام حين أرسل الكرة من الركنية خصيصاً لبول سكولز بعدها لم تلمس الأرض ليتم تحويلها مباشرة من قدم بيكهام لقدم سكولز إلى الزاوية الضيقة، وقد صرح سكولز بعد هدفه على أستون فيلا قبل موسمين أنه أجمل هدف في مسيرته، وتمت مقارنته بهذا الهدف إلا ان بول سكولز اعتبر أن هذا الهدف هو أجمل أهدافه يليه الهدف الذي أحرزه بشكل متقن في شباك أستون فيلا.