استعرضت «جبهة التغيير» التي يقودها «إخوان» انشقوا عن «حركة مجتمع السلم» آلاف المشاركين في مؤتمرها التأسيسي في العاصمة الجزائرية، في ظل حضور لافت لوجوه محسوبة على «الإخوان المسلمين» وقادة التيار السلفي. وفي الوقت ذاته، فضّلت «جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة تمديد فترة الترقب بخصوص مشاركتها أو مقاطعتها الانتخابات المقبلة، قائلة إن «قرار التمديد قد يبدو مخالفاً للعهد (بإعلان موقف من المشاركة) لكنه تفكير استراتيجي». وفي المقابل، أعلن «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» الذي يقوده سعيد سعدي مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة. وجاء قرار الحزب (علماني التوجه وينشط في منطقة القبائل) بعد اجتماع مجلسه الوطني. وسبق أن رهن هذا الحزب مشاركته في الموعد الانتخابي بشرطين هما حضور ملاحظين دوليين لمراقبة الاقتراع وإعداد دفتر الشروط الذي سيحدد بكل وضوح قواعد المنافسة. وأقامت «جبهة التغيير»، الإسلامية التوجه، مؤتمرها أمس في القاعة البيضاوية في العاصمة أمام قرابة سبعة آلاف مشارك ومندوب. وكان لافتاً الحضور البارز لقادة إسلاميين من المغرب وتونس ومصر والأردن وموريتانيا والعراق وإريتريا والبحرين والسودان. كما لفت الحضور البارز لقادة سلفيين تقدمهم الشيخ محمد علي فركوس أحد أبرز دعاة السلفية في الجزائر، كما برزت مشاركة قيادات سابقة في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة بينهم الشيخ الهاشمي سحنوني. ويبدو أن «جبهة التغيير» التي تتجه إلى تزكية عبدالمجيد مناصرة رئيساً لها، قد فصلت الصراع حول تزكية عائلة الراحل محفوظ نحناح لمصلحتها، بأن شاركت أرملة نحناح، مؤسس حركة مجتمع السلم، وأبناؤه في احتفال إطلاق الجبهة الجديدة. وفي تقاليد «إخوان» الجزائر فإن تزكية العائلة لطرف على حساب آخر له دلالات كثيرة قد تضفي صدقية على طروحات قيادات «التغيير» بعد خروجها عن «مجتمع السلم». ووجه مناصرة رسائل في كلمة الافتتاح إلى ثلاث جهات. فقال للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة: «لا جدال في أنك رئيس منتخب، لكن عليك بضمان العهود وتحمّل مسؤولياتك... اليوم تتجدد فرصة للتغيير فلا تضيّعها». وللتيار الإسلامي قال: «توحدوا كلما كانت هناك إمكانية لذلك - على البرامج وليس المقاعد». والرسالة الثالثة توجّهت إلى من سمّاهم الطغاة، قائلاً: «لا طغيان بعد اليوم فالشعب حر». ولوحظ أن مناصرة «غازل» أيضاً أنصار «جبهة الإنقاذ» الذين لا يحق لهم التصويت لحزبهم كونه بات محظوراً، لكنه يشكّلون وعاء انتخابياً لا يُعرف حجمه الحقيقي.