لن تضطر إلى البحث عن طريقة تسمح لك بالتسلل إلى داخل ملعب، ولن تبحث عن كبار تجار السوق السوداء في أزقة ضيقة، ولن يختبئ أحد عنك، إن كنت تبحث عن تذكرة لحضور إحدى مباريات مونديال البرازيل فالأمر أسهل بكثير مما تعتقد، كل ما عليك القيام به هو وجودك في مدينة المباراة وحمل لافتة مكتوب فيها: «أبحث عن تذكرة لمباريات اليوم» وسيصل إليك طلبك بهدوء وبساطة. كل الأخبار والتحذيرات التي سبقت المونديال، من ندرة التذاكر أو قلة فرص الحصول عليها، والمطالبات الواسعة بتجنب السوق السوداء، لم تغير في معادلة كرة القدم العالمية شيئاً، السوق السوداء حضرت كعادتها في الهدوء والضجيج، إذ يمكنك أن تلمس ذلك في ملاعب هجر الحضور عدداً كبيراً من مقاعدها، لقاء مهم مثل ذلك الذي جمع ألمانيا بالبرتغال بقيت تسعة آلاف من مقاعده شاغرة، وعلى وزنه مباريات أخرى. جهات مختلفة ومواقع إلكترونية تملك حصة وافرة من التذاكر تعرضها على الجماهير للبيع، من دون أن تخشى أن يؤدي رفع الأسعار إلى تكبد الخسائر، وخصوصاً أنها تعرض التذكرة الواحدة بقيمة تعادل على الأقل تسعة أضعاف قيمتها الأصلية، كل التذاكر في الغالب تجد المشترين، وفي المقابل لا يحصل كل مالكي التذاكر على فرصة حضور المباريات. معظم الجماهير التي تلتقيها في طريقك إلى ملعب مباراة كبيرة، نجحت في الحصول على تذكرتها من طريق السوق السوداء أو المواقع الإلكترونية التي باعت التذاكر بأضعاف قيمتها الأصلية، الحال تختلف في مباريات منتخبات آسيا أو أفريقيا التي ظلت بعض تذاكرها متاحة للبيع عبر الموقع الرسمي ل«فيفا» حتى بعد انطلاق المونديال، في تلك المباريات في الغالب تجد الجزء الأبرز من الجماهير يأتي من بلاده خصيصاً لمتابعة تلك المباريات. تحذيرات «فيفا» من بيع التذاكر لا تعدو كونها إجراء رسمياً لا يشكل قلقاً بالنسبة إلى البائعين أو حتى المشترين، فالتذاكر التي تحصل عليها من السوق السوداء يعود معظمها إلى اتحادات رسمية مشاركة في البطولة، أحد حضور مباراة ألمانيا والبرتغال حصل على تذكرة من الفئة الأولى دُوِّن في خانة اسم مالكها: «الاتحاد الكرواتي لكرة القدم»، آخرون يحصلون على تذاكر بأسماء أشخاص اشتروها في فترات مبكرة قبل أن يقرروا بيعها لظرف يمنعهم من الحضور، عمليات إعادة البيع ترفع السعر عشرات المرات. فضائح السوق السوداء باتت أكبر من أن ينجح أحد في إخفائها، ذلك ما تقوله مطالب الحكومة البرازيلية بإيقاف كل المتورطين في تهم ترويج التذاكر في السوق السوداء، وذلك ما يفسر أيضاً احتجاز الشرطة البرازيلية ل11 متورطاً في بيع التذاكر، فيما لاذ المدان الأكبر راي ويلان المتهم ال12 في القضية بالفرار. ويلان الذي يدير شركة «ماتش هوسبتلتي» الشريكة ل«فيفا» في خمسة مونديالات في ما يتعلق ببيع تذاكر كبار الشخصيات، عثر في غرفة فندقه على 100 تذكرة، ما بنت عليه السلطات الأمنية التهم الموجهة إليه بترويج تذاكر السوق السوداء، لكنه وبعد التحقيق الأولي معه والخروج الموقت، اختفى عن الأنظار بعد أن استخدم الباب الخلفي لفندق «كوباكبانا بلس» إثر تلقيه خبراً بنية الشرطة القبض عليه ثانية بعد ثبوت التهم. *الخطوات الأمنية وهم تخويف *أسعار غريبة تحددها المواعيد *تذاكر مجانية يوفرها سوء الحظ *نزاهة بعضهم تقتل الجشع