تل أبيب- يو بي أي- قالت رئيسة حزب كديما والمعارِضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، إنها عارضت إقتراح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فيما وجهت إنتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على خلفية توقف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقالت ليفني بمقابلة مطولة أجرتها معها صحيفة "هآرتس" إنها إعترضت "على أمرين في إقتراح أولمرت، أن تحسم مستقبل القدس لجنة مؤلفة من 3 عرب وإسرائيلي واحد وأميركي واحد، وإعترضت بالطبع على عودة لاجئين". ويذكر أن الاقتراح الذي قدمه أولمرت بنهاية ولايته في العام 2008 للرئيس الفلسطيني محمود عباس قضى بانسحاب إسرائيل من 93% من أراضي الضفة الغربية مع تبادل أراض وتشكيل إدارة دولية للقدس وعودة ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف لاجئ فلسطيني. وأضافت ليفني "أنا صارمة جداً في موضوع اللاجئين.. وبالنسبة لي فإن اللاجئين لن يدخلوا إلى دولة إسرائيل، والموافقة على عودة عدد معين من اللاجئين كانت خطأً تاريخياً بدأه وزير الدفاع الحالي عندما تولى رئاسة الوزراء إيهود باراك واستمر به أولمرت". وإدعت ليفني، التي كانت وزيرة للخارجية في حكومة أولمرت وتولت رئاسة وفد المفاوضات الإسرائيلي مقابل الوفد الفلسطيني برئاسة أحمد قريع، أنه "أقنعت العالم بأن اللاجئين لن يدخلوا إلى إسرائيل وقلت لهم إنه مثلما إسرائيل استوعبت كدولة يهودية لاجئين يهود بعد المحرقة، فإن الدولة الفلسطينية هي الحل القومي للشعب الفلسطيني كله وبضمن ذلك اللاجئين". وأردفت "هكذا عملياً أقنعت العالم، ليس فقط وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس والرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وإنما أيضا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والإيطاليين". وشددت ليفني على أن عباس "هو شريك" وأنه يريد التوصل إلى تسوية للصراع وأن إسرائيل خسرت خلال السنوات الأخيرة في ظل ولاية نتانياهو التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين "وأنا مقتنعة بأن التوصل لتسوية هو أمر ممكن.. وإذا لم يحدث ذلك نكون إستنفذنا العملية السلمية على الأقل". وقالت ليفني فيما يتعلق بالإستيطان، الذي كان أحد الأسباب المركزية لتوقف المفاوضات بسبب رفض نتانياهو مطلباً فلسطينياً ودولياً بتجميده، إنه "منذ اللحظة التي حسمنا فيها أن المبدأ للتسوية هو الدولتين وأن القضايا هي قضايا أمنية فإن من ينبغي عليه أن يوفر الأمن للمواطنين هو الجيش وليس المستوطنات". لكن ليفني إعتبرت أن الإستيطان "لم يفسدنا، فهذا ليس إفساداً وإنما فتور معين" وإعترفت بأن "كل نظرتي إلى الصراع وإلى ما ينبغي فعله يأتي من موقع إنسان يميني بعض الشيء". وتابعت أن الإستيطاني لا يعبر عن "عيب أخلاقي"، وإنما "كان خطأ وفق مفهوم الدولتين، والمستوطنات لم تكن خطأ وفق مفهوم دولة واحدة بين النهر والبحر". وشددت على أن "كل يوم يمر من دون مفاوضات ومن دون حسم هو استمرار للخطأ.. ومفهومي هذا لا يأتي مما سيقوله العالم، فمنع الأبرتهايد (نظام تفرقة عنصرية) ليس مطلبا للعالم من وإنما هو جزء من قيمي"، لكنها أضافت أنه لا توجد حالة أبرتهايد في إسرائيل والضفة الغربية. وتطرقت ليفني إلى تحليل فكر نتانياهو قائلة إن "نتانياهو ومجموعة معه تحول، من خلال تخوف هولوكوستي، دولة إسرائيل إلى غيتو جماعي وكبير، وكل مفهوم نتانياهو للتهديدات هو مفهوم لدولة صغيرة محاطة بالأعداء وقد تحول هذا إلى أيديولوجيا ربما تكون مجدية من الناحية السياسية". وأضافت أن نتانياهو يفضل أن تكون إسرائيل "ملجأ إلى حين يزول الغضب على اليهود لكونهم يهود، والجزء الخطير بنظري هو أن هذا يقود إلى الخوف من الآخر بيننا ومشاريع قوانين تمس بالمساواة وبحقوق الأقليات وكم الأفواه، وقد قال مؤخراً أن الصحيفة التي تكتب فيها تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل، "هآرتس" و"نيويورك تايمز'". رغم ذلك إعترفت ليفني بأن قسماً من أعضاء الكنيست من حزبها كديما بادروا إلى سن عنصرية ضد العرب ومعادية للديمقراطية وكم أفواه اليسار والمنظمات الحقوقية، كذلك إعتبرت أنه في حال شكلت حكومة في المستقبل فإنها ستوافق على ضم حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان "إذا وافق على الخطوط العريضة". ورأت أنه "تحكم في إسرائيل اليوم الحكومة الأكثر يمينية والأضعف في تاريخ الدولة لأن شرعية عملنا العسكري هي صفر اليوم"، إذ تعتبر ليفني أن المفاوضات التي أجرتها الحكومة السابقة برئاسة أولمرت مع الفلسطينيين سمحت لها بشن حرب لبنان الثانية والحرب على غزة وفي الوقت نفسه الحصول على تأييد أميركي وأوروبي وحتى من دول عربية. وخلصت ليفني إلى القول إنه "في اليوم الذي يلي انتصاري في الانتخابات سيتغير العالم وما كان ليس ما سيكون".