أعلنت قيادة متمردي «الحركة الشعبية – الشمال» أن قواتها أفشلت عمليات «الصيف الحاسم» التي أطلقتها الخرطوم للقضاء عليهم ودمرت 12 قوة متحركة للجيش السوداني في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بينما أكدت وزارة الدفاع أن الجيش قصم ظهر المتمردين و»قلّم أظافرهم» ولم يعد لهم وجود إلا في جيوب محدودة. وقالت «الحركة الشعبية» إن رئيسها مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان والقائد العسكري جقود مكوار، قيّموا الأوضاع الميدانية مع رئيس هيئة الأركان عبدالعزيز آدم الحلو في مقر قيادته في ولاية جنوب كردفان، أعلنوا بعده رسمياً وضع حدّ للهجوم الصيفي الحكومي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وإفشاله ومنع قوات الخرطوم من السيطرة على الحدود الدولية بين السودان وجنوب السودان أو الوصول إلى قاعدتيها الرئيسيتين في منطقتي كاودا ويابوس قرب الحدود الإثيوبية. وأكدت أن «هزيمة الهجوم الصيفي تُعتبر ضربة قاصمة للحكومة السودانية، والمطلوب الآن هو وحدة كل قوى التغيير لهزيمتها». في المقابل، نفى مسؤول في وزارة الدفاع مزاعم المتمردين، وقال ل»الحياة» إن الجيش تمكن في عمليات الصيف المستمرة منذ 3 أشهر من استعادة السيطرة على 45 منطقة في ولاية جنوب كردفان كانت في قبضة المتمردين، ودك حصونهم في شرق الولاية وغربها ولم يتبق لهم إلا جيوب في جنوب الولاية بعد الاستيلاء على قواعدهم الرئيسية وقطع خطوط إمدادهم. وأضاف إن المتمردين باتوا خارج غالبية مناطق ولاية النيل الأزرق ولم تتبق لهم إلا بضع نقاط على الشريط الحدودي مع جنوب السودان وليس لهم أي نشاط عسكري، مؤكداً الالتزام بقرار الرئيس عمر البشير بإعلان السودان خالٍ من التمرد في نهاية العام. إلى ذلك، أنهى كل من مالك عقار وياسر عرمان واللواء جقود مكوار رحلات خارجية امتدت لأسبوعين شملت كل من إثيوبيا وجنوب أفريقيا، حيث ناقشوا مع رئيس الوزراء الأثيوبي هايلا مريم ديسالين قضايا الوضع الإنساني والسياسي في السودان وكيفية الوصول إلى سلام شامل بين جميع الأطراف السودانية. من جهة أخرى، دعا زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي إلى إقامة نظام جديد في السودان يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديموقراطي الكامل عبر توحيد كل القوى السياسية المدنية والمسلحة في جبهة واحدة بميثاق وطني واحد، والبدء بتعبئة داخلية وخارجية تتخذ كل الوسائل عدا العنف، لإقامة النظام الجديد لتخليص البلاد من السقوط في الهاوية. وطرح المهدي خلال مخاطبته حشداً من أنصاره في أم درمان «ميثاق بناء الوطن، التنوع المتحد» بديلاً لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها البشير. ورهن المهدي العودة إلى مبادرة البشير بإقرار قانونين، للوفاق الوطني، والسلام. وقال المهدي إنه اضطُر إلى طرح بديله بسبب «نهج» النظام الحاكم، الذي تحول من الحديث عن السلام إلى وعيد بالقضاء على المخالفين بالقوة، موضحاً أن مبادرته تسعى لتوحيد كافة القوى السياسية المدنية والمسلحة في جبهة واحدة.