جدّد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس دعوته الى تشكيل حكومة غالبية سياسية، وشدد على ضرورة ان يكون المرشح لرئاسة الجمهورية «رافضاً مشروع تقسيم العراق»، وطالب «مجلس النواب الجديد بعدم التعامل مع الطائفيين والوقوف في وجه الميليشيات والارهاب». في هذه الاثناء، تعهد «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بزعامة الرئيس السابق جلال طالباني تقدم مرشحه لرئاسة الجمهورية خلال أيام، مطالباً الكتل الأخرى ب»عدم الاعتراض على اي إسم يتم ترشيحه». وانتخب البرلمان قبل يومين سليم الجبوري (سنّي) رئيساً، وحيدر العبادي (شيعي) نائباً أول وأرام الشيخ (كردي) نائبا ثانياً، وتم فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية. وقال المالكي في كلمته: «يوم امس (الثلثاء) أنهى النواب انتخاب رئيس المجلس ونائبيه، ولا يسعني الا ان اقدم التهنئة الى سليم الجبوري وحيدر العبادي وأرام الشيخ محمد». وأضاف: «ان ما انجز امس يأتي ضمن محاولات أثمرت انجاز المحطة الأولى من بناء العملية السياسية بانتخاب رئيس المجلس ونائبيه، وكانت الولادة عسيرة وكان فيها بعض المخالفة، وطرحنا موضوع الغالبية السياسية، وما زلنا نقول إنه لإنقاذ العراق والعملية السياسية لا بد ان يكون هناك توجه نحو الغالبية السياسية». واشار الى ضرورة ان «يقف مجلس النواب الى جانب الحكومة والسلطة التنفيذية والأجهزة الأمنية لمواجهة التحدي الكبير، والى جانب المبادئ والأسس التي نعتمدها وهي وحدة العراق، حيث ينبغي ألا يكون هناك وجود لكل من لا يؤمن بهذه الوحدة التي تقوم على اساس الدستور»، مبيناً أن «من مهام مجلس هيئة الرئاسة عدم التعامل مع الطائفيين والوقوف في وجه الارهاب والميليشيات». وتابع ان «من اولى المهام التي تواجه المجلس هي مواجهة دعوات التقسيم التي لن تنتهي بالتقسيم الجغرافي وانما تنتهي بعملية تقسيم الجسد العراقي الوطني بكل مكوناته، وهكذا فإن امام مجلس النواب ملفات كثيرة». وزاد: «لم يبق من المدة المقررة لتسمية رئيس الجمهورية إلا 15 يوماً تقريباً ويبدو انه من حصة الأكراد ونحن نرحب بذلك وينبغي ان يكون من أولويات صفات مرشح رئاسة الجمهورية رفضه دعوات التقسيم والاستفتاءات والتجاوزات على الدستور». وأضاف: «ان العراق يمر بمرحلة خطيرة يواجه فيها التكفيريين، والقوات الامنية تحقق الانتصارات، فيما تحولت بعض السفارات الى مقرات اجتماعات ومؤامرات على العراق. وهنا لا بد ان اشكر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على دعوته لوقف دعم الارهاب، كما اشكر العشائر العراقية الأصيلة التي تحارب الإرهاب الى جانب القوات الامنية». وجدد عرضه «العفو الخاص عن الضباط والاشخاص المغرر بهم الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين». ولفت الى أنه «تلقى اتصالات عدة من ضباط بعثيين هددهم داعش بالقتل»، موضحاً انه «دعاهم الى العودة إلى رشدهم قبل ان يموتوا على أيدي الكفار». من جهته، قال فرهاد رسول، العضو في حزب «الاتحاد الوطني» ل»الحياة» ان «التحالف متفق على منح منصب رئيس الجمهورية إلى الحزب كونه استحقاقاً انتخابياً، وسياسياً يستند الى اتفاقات سابقة بين القوى الكردية». واشار الى ان «الهيئة السياسية للاتحاد الوطني تعقد اجتماعات مكثفة للاتفاق على مرشح خلال ايام وقبل موعد جلسة البرلمان المقررة الاربعاء المقبل». وزاد ان «الترشيح منحصر بين برهم صالح ومحافظ كركوك نجم الدين كريم»، مشيراً الى ان «التحالف الكردستاني لن يقبل اي اعتراض على مرشحه لرئاسة الجمهورية كما لم نعترض على مرشحي هيئة رئاسة البرلمان». وتابع: «نخشى ان يتم تأخير انتخاب رئيس الجمهورية وربطه بانتخاب رئيس الوزراء في سلة واحدة، خصوصاً ان غالبية الكتل وافقت مكرهة على انتخاب هيئة رئاسة البرلمان في الجلسة السابقة بعد ان كانت ترغب في جعل الرئاسات الثلاث في سلة واحدة». لكن النائب عن ائتلاف «دولة القانون» عباس البياتي اكد ل»الحياة» ان كتلته «لن تعترض على مرشح الاكراد لرئاسة الجمهورية كونه حقاً للتحالف الكردستاني»، مشدداً على «أهمية ان تقدم اسم المرشح في جلسة البرلمان المقبلة». واضاف: «سيكون أمام التحالف الوطني شهر بعد انتخاب رئيس الجهمورية لاختيار رئيس الوزراء، وستكون هناك فرصة كبيرة للاتفاق»، مشيراً الى ان كتلته «ترشح المالكي لولاية ثالثة». الى ذلك، تلقى رئيس البرلمان الجديد سليم الجبوري اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الاميركي جو بايدن «جرى خلاله التباحث في التطورات الاخيرة».