كشفت مصادر أمنية باكستانية مقتل 13 شخصاً على الأقل، في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار على معقل مفترض لمقاتلين إسلاميين في بلدة زوي سايدغاي بإقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) الذي يشهد منذ شهر عملية عسكرية للجيش ضد معاقل مقاتلي حركة «طالبان باكستان» وحلفائهم في منطقة القبائل. وأوضحت المصادر أن «الطائرة الأميركية أطلقت صاروخين ليلاً على مقاتلين أتوا من مدينتي داتا خيل ومير علي» التي شهدت أول من أمس مواجهات أسفرت عن مقتل 5 جنود و11 متمرداً. وكانت واشنطن علقت غارات الطائرات بلا طيار المثيرة للجدل في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تلبية لطلب من إسلام آباد التي كانت ترغب في إطلاق محادثات مع الحركة، لكنها استأنفتها الشهر الماضي بعد هجوم دام شنه مقاتلو «طالبان باكستان» على مطار كراتشي (جنوب)، ودفع أيضاً الجيش الباكستاني إلى إطلاق عملية عسكرية في شمال وزيرستان. وبعد ساعات من الغارة الأميركية، أعلن الجيش الباكستاني أن سلاح الجو التابع له قتل 35 متمرداً في وادي شوال، المعقل النائي للمتشددين الذي يقع في مقابل ولاية بكتيكا الأفغانية. وأوضح أن طائراته الحربية استهدفت أفراداً من «طالبان باكستان»، بينهم أوزبك وشيشان وعرب كانوا لجأوا من بلدات مير علي وميرانشاه إلى غابات وادي شوال، هرباً من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الشهر الماضي. إلى ذلك، اعتقل الجيش الباكستاني عدنان رشيد، القائد في «طالبان باكستان» المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس السابق برويز مشرف عام 2003. وكشف مسؤولون عسكريون أن رشيد أصيب في تبادل للنار أثناء أسره في منزل مكث فيه مع أسرته في منطقة وانا في إقليم جنوب وزيرستان. وكان رشيد، الذي يعتقد بأنه في منتصف الثلاثينات من العمر، ضابطاً سابقاً في سلاح الجو الباكستاني، وسعى إلى تنفيذ هجوم انتحاري قبل سجنه بتهمة محاولة اغتيال مشرف، ثم فرّ من السجن عام 2012 مع حوالى 400 متشدد آخرين، وأعلن بعد هروبه مسؤوليته عن عملية اقتحام سجن آخر شهد تحرير 250 معتقلاً. وهو نشر أيضاً سلسلة تسجيلات فيديو على موقع «يوتيوب» وخطاباً لتبرير محاولة اغتيال الناشطة ملالا يوسفزاي.