يبدو ساشا والكسندر وغينادي شاحبين في قريتهم ستانيتسا لوغانسكايا التي تقع على خط الجبهة على بعد 15 كلم شمال شرق لوغانسك بين مواقع للقوات الاوكرانية الموالية في الشمال والانفصاليين في الغرب، وهي احدى المدن الكبيرة في شرق اوكرانيا التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا. وقال ساشا الذي رأى مع صديقيه الكثير من القتلى "انه لأمر طبيعي ان يطلقوا النار علينا ونختبىء عندما يقترب الرصاص. لكن عندما تحلق الطائرات يهرب الجميع". وفي الثاني من تموز (يوليو)، تعرض شارع اوستروفكا الذي يسكنه الاصدقاء الثلاثاء، لغارة شنتها طائرة اوكرانية. وعلى مساحة تناهز 300 متر، اصاب رشق من الصواريخ ستة منازل فقتل على الفور ثمانية من السكان. لكن اثنين آخرين قضيا متأثرين بجراحهما في المستشفى. ويؤكد الناجون خلو الحي من اي هدف عسكري، وان كانت القرية تخضع لسيطرة الانفصاليين، وهم يعربون عن تعاطفهم عن الموالين لروسيا. ويعبر تبادل القصف المدفعي سماء القرية يوميا. وعلى مقربة من احد مداخل القرية، يشكل جسر للسكك الحديد هدفا استراتيجيا آخر غالبا ما يتعرض للقصف. وقال غينادي "عادة يتبادلون اطلاق النار في وقت مبكر من الصباح. ثم ايضا في المساء". واضاف "من حسن الحظ، ما عدا القصف الجوي، لم يسقط شيء بعد على الحي". لكن بعد الهجوم، فضل سكان القرية تقليص المخاطر الى اقصى حد، ومن مئة شخص في الشارع، لم يبق سوى اثني عشر وهم جميعا من الرجال. لكن ساشا لا ينوي على غرار اصدقائه المغادرة÷، وقال "منذ اكثر من اربعين عاما اعيش هنا، وهل اترك كل شيء؟ بيتي وعملي؟ وبالاضافة الى ذلك، ليس هناك مكان اذهب اليه". ومع ذلك، فالحياة ليست سهلة "كل شيء مقفل والجميع خائفون". ولا يتوافر لناديجدا بروكوفيفا حل بديل ايضا، لذلك تلازم منزلها، او ما تبقى منه، فقد دمر عصف الصواريخ اجزاء من الجدران، ولامست ألسنة اللهب السقف، وخلفت رائحة احتراق كريهة. وقالت ناديجدا "هنا، لم يكن يوجد اي ارهابي، وفجأة وصل الارهابيون. هذا غير ممكن، لا استطيع ان افهم. هذا اسوأ من الفاشية".