ركّز السفير الأميركي لدى المملكة جيمس سميث خلال لقاء مع عدد من الصحافيين بمقر إقامته في الرياض مساء أول من أمس، على هامش تكريم 41 ممثلاً للشركات الفائزة بالتصنيف في قائمة «أرابيا 500» لرواد الأعمال على الحديث في أمور غير سياسية بناء ًعلى طلبه. وشدّد السفير على أهمية العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية، وعلى نمو الشراكة الاقتصادية بين البلدين وازدهارها بمرور الوقت، مؤكداً أن بلاده تسعى عن طريق هذه الشراكات والبرامج إلى إيجاد فرص عدة لرجال الأعمال السعوديين للاستثمار في أميركا، وهذا العام توجه عدد من الأشخاص للولايات المتحدة للعمل في مجالات الاستثمار الفردي، وبلغ مجموع الوفود هذا العام 18 وفداً من مختلف دول العالم للاستثمار في مجالات الطاقة في ولاية هيوستون، وتوليد الطاقة في لاس فيغاس خلال كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، كما سيتوجه وفد خلال نيسان (أبريل) المقبل للبحث عن فرص استثمار في قطاع الزراعة. وأشار إلى لقاء المئات من رجال الأعمال السعوديين و1100 رجل أعمال أميركي في الولاياتالمتحدة خلال ديسمبر الماضي، بهدف تبادل الخبرات والتعريف بالمشاريع بين رجال وسيدات الأعمال، لتوسيع الاستثمارات وتطويرها والاستفادة من الخبرات المختلفة». وأشار سميث إلى تطور المبادلات التجارية بين البلدين وأنها تشهد تطوراً ملحوظاً، والمملكة أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، إذ احتلت المرتبة ال12 في تجارة السلع بقيمة بلغت 55 بليون دولار لكلا الطرفين العام 2011، إذ بلغت قيمة الصادرات الأميركية للسعودية 13 بليون دولار، والواردات 42 بليون دولار. ورداً على سؤال ل«الحياة» عمّا إذا كان هناك تركيز على مجالات استثمار جديدة إضافة إلى النفط والبتروكيماويات، قال: «عادة عندما تبدأ المشاريع يتم التركيز على مجال معروف، وفي المملكة النفط هو المادة الأهم للأعمال، وفي السنوات ال20 الأخيرة تم التركيز على الصناعات البتروكيماوية، وتوجد شركات ضخمة في هذا المجال، وهذه الشركات ضاعفت عدد العاملين وأوجدت فرصاً وظيفية جديدة، وزادت من كمية الصادرات للخارج، لكن المملكة لا تزال تصدِّر منتجاتٍ وموادَّ أولية للخارج». وأضاف: «إذا فكرنا في الخطوة التالية فسوف تكون تصنيع المواد المعتمدة على المشتقات البتروكيماوية مثل عبوات البلاستيك وغيرها من المواد المصنعة، وبالتالي سنزيد من عدد العاملين في هذه الصناعات، وإذا فكرنا في الموضوع فمن الأفضل أن نخلق صناعات جديدة كي تصبح المملكة مُصنعاً ومُصدراً للصناعات المعتمدة على مشتقات البترول». وعلَّق على سؤال آخر ل«الحياة» حول أهمية المشاريع المشتركة بين البلدين سواء داخل السعودية أو أميركا أو التي توجد لها فروع ومصانع في قارات أخرى مثل آسيا «بأن المهم بالنسبة لنا كطرفين هو تعزيز الشراكة وخلق فرص وظيفية جديدة، وتعزيز فتح مجال الاستثمارات المتبادلة». وتحدث عن قائمة «أرابيا 500»، وقال إن المعايير التي تركز عليها تتمثل في النجاح، وحجم العمل وعدد الموظفين للمشاريع المشاركة، مؤكداً أن الشراكة بين الولاياتالمتحدة والسعودية في تقدم مستمر، ونعمل على تعزيز هذه الشراكة بغض النظر عن مكان إقامة المشاريع وحصة كل طرف منها. وكان السفير الأميركي قد كرَّم 41 ممثلاً للشركات الفائزة بالتصنيف في قائمة «أرابيا 500» لرواد الأعمال البارزين والشركات الأسرع نمواً، والذي نشرته «شبكة كل العالم» الممثلة لمؤسسة أميركية تهدف للعثور على رواد الأعمال المميزين وتنظيم عملهم في العالم الناشئ، لتأسيس أكبر نظام وشبكة للمعلومات حول رواد الأعمال، والتي تأسست عام 2007 على يد سيدتي الأعمال الأميركيتين دييدري كويل، وآن هابيبي، والبروفيسور في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد «مايكل بورتر»، بعد سنوات من عملهم في مجال تعزيز ريادة الأعمال في العالمين النامي والمتقدم.