حضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول على تنفيذ حظر دولي على السلاح وعقوبات اقتصادية على تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد الذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسورية. وفي تقرير لمجلس الأمن في شأن البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق يوم أمس، وصف بان الوضع الأمني المتدهور بسرعة بسبب أعمال المتشددين السنة بأنه "مثير للقلق العميق". وكان التنظيم يعرف سابقاً باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وكتب بان في تقريره: "أدين بشدة تصاعد العنف بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومؤيديه وأدعو الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بما فيها جيران العراق إلى التوحد ودعم العراق في حربه ضد الإرهاب"، مضيفاً انه "على الدول الأعضاء الوفاء بالتزامها بتنفيذ وتطبيق العقوبات المالية المستهدفة وحظر السلاح والحظر على السفر المفروض على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ولا ينبغي السماح بأن ينجح الإرهاب في إبعاد العراق عن مساره صوب الاستقرار والديموقراطية". وكان مجلس الأمن أدرج تنظيم "القاعدة" في العراق على القائمة السوداء، وجرى تعديل ذلك التصنيف العام الماضي ليشمل "داعش" الذي خرج من عباءة "القاعدة" لكن تماديه في اعمال العنف المتطرفة باعد بينه وبين زعيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري وغيره. وأعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" عن قيام خلافة إسلامية وغنم أسلحة من مستودعات للسلاح في العراق وسورية وحصل على أموال من بنوك في مدن اجتاحها وسيطر على حقول نفطية وأراض زراعية. وجاء إعلان الخلافة الإسلامية على أراض في العراق وسورية ودعا التنظيم مسلمي العالم إلى التوجه إلى هناك والانخراط في الجهاد، كما اتهمت جماعات حقوقية تنظيم الدولة الإسلامية بارتكاب عمليات إعدام جماعية في العراق. وقال بان إن الأنباء عن عمليات إعدام جماعية وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان على يد الدولة الإسلامية "مثيرة للانزعاج بشكل شديد". وفي الشهر الماضي قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص للعراق نيكولاي ملادينوف إن زحف المتشددين في البلاد لا بد من التعامل معه عسكريا لكن النجاح يعتمد على وجود توافق سياسي واسع. وقال بان إن أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية عبر الحدود أدت إلى هجوم كبير واحد على الأقل من جانب القوات العراقية داخل الأراضي السورية حينما تم استهداف قافلة إمداد تابعة للتنظيم في 27 نيسان (ابريل) الماضي. كما أن هناك أنباء عن أن الطيران الحربي السوري نفذ هجمات على متشددين في المنطقة الحدودية في 25 حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف: "يتعين على المجتمع الدولي بما في ذلك دول المنطقة التضامن مع العراق في وقت الأزمة هذا، وفي الوقت ذاته ينبغي أن يرتقي الزعماء العراقيون فوق المصالح السياسية والطائفية الضيقة للتصدي لأخطر التحديات التي تواجه البلاد منذ سنوات".