استأنفت اسرائيل أمس هجومها على قطاع غزة بعد ساعات من إعلانها التزام المبادرة المصرية لوقف النار التي تلقت دعماً أميركياً وعربياً فيما أعلنت كل الفصائل الفسطينية في غزة، وفي مقدمها حركتا «حماس» و»الجهاد الاسلامي»، رفضها للمبادرة، وأطلقت عشرات الصواريخ على انحاء مختلفة في اسرائيل أمس أسفرت عن مصرع شخص ليكون اول اسرائيلي يقتل في الحرب الاسرائيلية الثالثة على القطاع التي بدأت منذ ثمانية ايام. (للمزيد) وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الهجوم ضد حركة «حماس». وقال في خطاب الى الاسرائيليين مساء أمس «كان من الأفضل حل الأزمة ديبلوماسياً. وهذا ما حاولناه حين قبلنا الاقتراح المصري لوقف لاطلاق النار. لكن حماس لا تترك لنا خيارا سوى توسيع وتصعيد الحملة ضدها». وتعهد «بمواصلة ضرب حماس حتى استعادة الهدوء التام»، وقال «عندما لا تتوقف النار نرد بالنار»، مضيفاً «لكن علينا التحلي بهدوء الاعصاب لدى اتخاذ القرارات لا التسرع والعنترية في التصريحات». وجاء خطاب نتانياهو الحاد بهدف «احتواء الغضب لدى الاسرائيليين بسبب قبوله المبادرة المصرية للتهدئة، إذ أظهر استطلاع القناة العاشرة ان 73 في المئة من الاسرائيليين ضد قبول الحكومة ما اقترحته القاهرة. وقال وزير الدفاع موشيه يعالون ان «حماس تلقت ضربات شديدة، وسنواصل عملياتنا بإصرار، ونعمل بعزيمة ومسؤولية وروية حتى نستعيد الهدوء، ولن نساوم على حياة المواطنين وأمن الدولة». وهدد قادة «حماس» بأنهم «سيندمون على مواصلتهم الاعتداءات علينا». ورغم هذا التصعيد استبعد المعلق العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي احتمال وقوع اجتياح بري لغزة، مشيراً الى ان احتمال تصعيد كبير في الضربات الجوية. وكانت اسرائيل أعلنت ان عشرات الصواريخ أطلقت من غزة أمس على انحاء مختلفة في البلاد أسقط نظام «القبة الحديد» عشرين منها. واعلن الجيش الاسرائيلي ان مدنيا اسرائيليا قتل جراء سقوط صاروخ بالقرب من معبر ايريز الفاصل بين اسرائيل وغزة اطلق من غزة الثلثاء، ليكون بذلك اول اسرائيلي يقتل في جولة العنف الجديدة. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام» في بيان مساء الثلثاء انها قصفت معبر ايريز. وقالت في بيان آخر انها قصفت تل ابيب بالاشتراك مع «سرايا القدس» ب 4 صواريخ ام-75»، فيما اعلنت «سرايا القدس» في بيان منفصل «قصف تل ابيب بعشرات الصواريخ من نوع براق ام-70 وام-75». وكانت الفصائل الفلسطينية رفضت المبادرة المصرية للتهدئة، وذكرت إن مصر لم تتشاور معها ولم تعرض عليها المبادرة. ورفضت «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» قبولها. وقالت في بيان «ان صح محتوى هذه المبادرة فانها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلا، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به». وشددت على أن «معركتنا مع العدو ستستمر، وستزداد ضراوة وشدة، وسنكون الاوفياء لدماء الشهداء، ونعد شعبنا انها لن تضيع سدى، ولن يجهضها احد كائناً من كان». وكانت القاهرة أعلنت أمس انها تلقت دعماً أميركياً لمبادرتها لوقف إطلاق النار في غزة، فضلاً عن دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجامعة العربية التي عقدت اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء الاثنين . وكشفت مصادر سياسية مطلعة في القاهرة ل»الحياة» أن السلطات المصرية تلقت موافقات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على جهودها لكن بشروط تقوم بنقلها للجانبين، إذ يريد الجانب الفلسطيني اتفاقاً جديداً بخلاف هدنة 2012 يتضمن ثمناً لوقف إطلاق النار وصفقة متكاملة، فيما يريد الجانب الإسرائيلي وقفا لإطلاق النار من دون شروط، وعلى أساس العودة إلى حال ما قبل التصعيد الأخير».