إسلام آباد، باريس - رويترز - اعلن قيادي في حركة «طالبان باكستان» أمس، أن الحركة تحتجز قرب الحدود مع أفغانستان عاملي إغاثة غربيين، هما إيطالي وألماني، خطفا في ملتان بإقليم البنجاب الجنوبي في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال القيادي الذي رفض كشف اسمه: «لم نقدم طلبات حتى الآن، والمخطوفان في حالة صحية جيدة». وتستهدف عصابات عمال إغاثة أجانب كثيرين في باكستان بأمل الحصول على فديات للإفراج عنهم، ويقول مسؤولون باكستانيون إن «جماعات متشددة مثل حركة طالبان ترتكب أيضاً جرائم خطف». وفي كانون الثاني، فقد عامل إغاثة كيني وسائقه في إقليم السند (جنوب)، كما خطف مسلحون في مدينة كويتا طبيباً بريطانياً يعمل لحساب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وشهد العام الماضي أيضاً، خطف عامل الإغاثة الأميركي وارن وينشتاين من مدينة لاهور الباكستانية، وتبنى تنظيم «القاعدة» عملية خطفه، فيما خطفت «طالبان باكستان» سويسريين من إقليم بلوشستان (جنوب غرب) في تموز (يوليو). وقد تتسبب جرائم الخطف في تأجيل الاستثمارات الطويلة الأمد، علماً أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في باكستان تراجعت بنسبة 37 في المئة وصولاً إلى 531.2 مليون دولار في النصف الثاني من عام 2011. على صعيد آخر، كشفت دراسة بعنوان «المقاتلون الأجانب» اعدها معهد السياسة الأمنية الداخلية في باريس أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يتطوعون ل «الجهاد» في مناطق القبائل الباكستانية والأفغانية تراجع بعد تصفية زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في أيار (مايو) 2011، وبتأثير الغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار والصعوبات المالية التي تواجهها «القاعدة». وأشارت إلى تكبد شبكات استقبال المتطوعين الأجانب خسائر كبيرة نتيجة الصواريخ التي تطلقها الطائرات الأميركية بلا طيار، لكن مصدراً أمنياً غربياً لمّح إلى تزايد عدد القياديين و»الجهاديين» الباكستانيين المستعدين للحلول بدلاً منهم. وقال مسؤول في مكافحة الإرهاب رفض كشف اسمه أن «عدداً يتراوح بين 20 و30 شاباً فرنسياً يتحدرون من المغرب أو اعتنقوا الإسلام وتواجدوا في باكستان سابقاً غادروا جميعهم منذ ستة شهور. كما غادر مواطنو دول أوروبية أخرى»، معتبراً أن «الحرب الأهلية في ليبيا شكلت قبلة مهمة للجهاديين، كما تعززت الفكرة بأن طالبان الأفغان يريدون إعادة تركيز قتالهم على قضية بلدهم، وأنهم باتوا اقل مناصرة للجهاد العالمي». وأوضح فرانس سيلوفو الذي شارك في وضع الدراسة أن العمليات العسكرية، وفي مقدمها استخدام طائرات بلا طيار، «شكلت العامل الأول الذي ساهم في جعل البيئة اقل اجتذاباً للمقاتلين الأجانب المتوجهين إلى المنطقة». وزاد: «عمل معسكرات التدريب التابعة للقاعدة والمجموعات المتحالفة معها أعيف في شكل كبير». وتفيد شهادات ل «جهاديين» تدربوا في هذه المناطق عن تنظيم مزعزع يتجنب أي تجمعات خوفاً من التعرض لهجوم، وينظم دورات تدريب على استخدام سلاح لمجموعات صغيرة داخل منازل من دون أن يستطيع استقبال وتدريب أعداد كبيرة من المتطوعين الأجانب ل «الجهاد». وفي تقرير بعنوان «خط وصول الناشطين» حول الروابط بين «المناطق الحدودية الباكستانية الأفغانية والغرب»، نقل بول كروكشانك عن أستاذ احمد فاروق الذي عرّفه بأنه «ناطق باسم القاعدة متمركز في باكستان» قوله في شريط مسجل بالأوردو إن «التنظيم بات لا يحظى بالحرية التي تمتع بها في مناطق عدة». وتابع الناطق: «نخسر أشخاصاً كثيرين، ونفتقد الموارد. أراضينا في انحسار والطائرات بلا طيار تحلق فوقنا».