واشنطن، شيكاغو - ا ف ب، "الحياة" - دخل فايسبوك، موقع التواصل الاجتماعي، مرحلة ثانية في مسيرته المثمرة، وإن تربع على عرش الحياة الاجتماعية الافتراضية التي تنعكس تلقائياً على العلاقات الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية، فقد بدأ يثير جدلاً فعلياً يتعلّق بطبيعة تأثيره في العلاقات الاجتماعية وتواصل البشر في ما بينهم. وبصرف النظر عن الجدل الذي غالباً ما يدور في فلك مساهمة الموقع الاجتماعي في التواصل الفعلي أو عدمهن فإن شريط فيديو يلقى رواجا على موقع يوتيوب، وهو يظهر رجلا اميركيا ضاق ذرعاً من تصرفات ابنته، البالغة 15 عاماً، ليطلق من بعدها تسع رصاصات على جهاز الكومبيوتر الخاص يطرح نقاشا محموما حول اساليب تربية الاطفال، وما آلت إليه العلاقات الأسرية. وهذا فضلاً عن قتل زوجين شابين في ولاية تينيسي (جنوبالولاياتالمتحدة)، في ما وُصف بجريمة مزدوجة سببها فايسبوك. وفي غضون يومين اطلع اكثر من 2,1 مليون شخص على الشريط الذي يستمر ثمانية دقائق عبر يوتيوب. ويظهر فيه تومي جوردان وقد اعتمر قبعة "كاوبوي" ويحمل سيجارة في يده وهو يؤنب ابنته في غيابها. وقد اثار الشريط عشرات الاف التعليقات على فايسبوك ويوتيوب. ويقول الرجل محدقاً في عدسة الكاميرا، وهو جالس على كرسي خشبي في ما يبدو حديقة في كارولينا الشمالية (جنوب شرقي الولاياتالمتحدة) "هذا الفيلم موجه الى ابنتي هانا وإلى كل اصدقائها على فايسبوك الذي استلطفوا رسالتها المتمردة". وراح يقرأ الرسالة تلك حاذفا الكلمات البذيئة منها، والتي تشتكي فيها الشابة بمرارة من الاعمال المنزلية التي تطلب منها يوميا. وقال الوالد الغاضب "تريدين ان ندفع لك في مقابل هذه الاعمال؟ هل اصابك الجنون؟ حياتك ليست بهذه الصعوبة لكنها ستصبح كذلك"، قبل ان يلتقط الكاميرا ليصور جهاز الكومبيوتر الموضوع على الارض. ثم تابع يقول "هذا الكومبيوتر الخاص بك (..) وهذا مسدسي" وراح يطلق النار على الجهاز موضحاً لها أن "عليك ان تدفعي لي ثمن الرصاصات لان الواحدة منها تكلف حوالى دولار". واضاف "يمكنك الحصول على كومبيوتر جديد عندما تشترينه باموالك الخاصة. امل ان تكوني استمتعت بفعلتك الشنيعة على فايسبوك". (لمشاهدة الفيديو http://www.youtube.com/watch?v=Lx82dXIiJY8) غالبية التعليقات على الانترنت ايدت تصرفه هذا وقالت رايتشل تولبرت عبر فايسبوك "احسنت". الا انه تعرض ايضا لانتقادات. وكتب جيم فريدوم "انت معتوه! امل انك تحصل على مساعدة للسيطرة على غضبك قبل ان يصل بك المطاف الى استخدام هذا المسدس ضد احد... قد يكون ابنتك". وقال ادوارد هاريسون من جهته "من خلال تجربتي كوالد اعرف ان قلة من الاشياء تلفت نظر مراهقة واتصور ان هذه الطريقة ناجحة فحسنا فعلت". وفضلاً عن "إعدام" الكومبيوتر، انتهى خلاف نشب على "فايسبوك" بجريمة قتل زوجين شابين في مدينة ماونتن فيو الصغيرة في ولاية تينيسي (جنوبالولاياتالمتحدة)، على ما أعلنت الشرطة المحلية التي اعتقلت المشتبه بهما. وقتل بيلي كلاي باين (36 عاما) وبيلي جين هيوورث (23 عاما) في 31 كانون الأول/ديسمبر برصاصات عدة في الرأس. وتم أيضا قطع ذبح باين فيما عثر على ابنهما حيا بين ذراعي والدته، على ما أوضح مسؤول الشرطة مايك ريس. واعتقلت الشرطة مشتبهين بهما اثنين ووجهت إليهما تهما بالقتل ووضعتهما رهن الاعتقال. وأوضح ريس أن المشتبه بهما هما صديق ووالد امرأة كانت الضحيتان رفعتا شكوى ضدها، العام الماضي، بتهمة الازعاج والتهديد عبر الهاتف والانترنت. وشرح أن المرأة الثلاثينية تعاني إعاقة جسدية وتقضي معظم وقتها على "فايسبوك" لكنها استشاطت غيظا بعدما قرر كثيرون قطع علاقتهم بها على موقع التواصل الاجتماعي، بمحوها من لائحة "الأصدقاء". وأضاف أن "لدى القضاء قضايا ازعاج ومضايقة عدة بشأن هذه المرأة على "فايسبوك" لكن الأمور خرجت عن السيطرة هذه المرة. إنه السبب الوحيد الذي يمكننا تقديمه" لتفسير دوافع الجريمة. غير أن مسؤول الشرطة لا يستطيع التكهّن بسبب اختيار القاتلين هذين الشاب والشابة تحديداً من بين كل الأشخاص الذين كانت لديهما مشاكل معهما". وأشار إلى أن الشرطة تحقق في ضلوع المرأة المحتمل في الجريمة قائلا "علينا أن نثبت أنها اضطلعت بدور (في الجريمة) لكن ذلك قد يكون صعبا".