ردد مفكرون ومثقفون وشخصيات رسمية أغنية "ظبي الجنوب" وراء الفنان محمد عبده، مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، خلال ندوة تكريمية حول تجربة الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي، الشخصية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لهذه السنة. ولعلها المرة الأولى التي يحظى فيها محمد عبده بجمهور من نوعية مختلفة، لم يتعودها طوال تاريخه. محمد عبده غنى أيضا من كلمات خفاجي "كوكب الأرض" و"أشوفك كل يوم وأروح". وأكد الفنان محمد عبده أن وسام الملك عبدالعزيز الذي تقلده الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي، هو في الوقت نفسه وسام على صدور كثير من الفنانين السعوديين الذين حملوا كلماته على حناجرهم. وكشف محمد عبده عن تفاصيل مهمة في مشواره الفني، في مرحلة البدايات، وعلاقتها بالشاعر الكبير إبراهيم خفاجي. وقال محمد عبده في ندوة حول تجربة خفاجي عقدت مساء أمس في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، إن خفاجي هو من علمه أصول الغناء ومتى يغني، مؤكداً أنه من اكتشف محمد عبده الملحن. وأوضح أنه التقى إبراهيم خفاجي في عام 1961 في مكةالمكرمة، «وكان أساتذة الغناء في المملكة حينها ملء السمع والبصر، مثل عبدالله محمد وطلال مداح وسواهما. في تلك الفترة كان من الصعب على صوت واعد وجديد أن يشق طريقه وسط هؤلاء العمالقة». ولفت إلى أنه لم يكن هناك من طريقة سوى وجود ملحن ينطلق به كمطرب شاب إلى مصاف أولئك الكبار. وقال إن الملحنين في تلك الأيام «كانوا يتسابقون إلى الحصان الرابح، الذي هو طلال مداح»، مضيفاً أن خفاجي أخبره أنه في حاجة إلى ملحن بعيد عن منطقة الحجاز، «مقترحاً علي أن أقوم بالتلحين، عندها اكتشفت في نفسي موهبة التلحين، خصوصاً أن لدي ثقافة تراثية من عسير واليمن. ثم علمني الأستاذ إبراهيم خفاجي كيف تلحَّن الدانة وكيف تُغنَّى». وأشار محمد عبده إلى أن كلمات إبراهيم خفاجي، حين يشدو بها خارج المملكة، لا يصعب فهمها على المتلقي، وأن كلماته كانت تصل إلى الجمهور العربي في سهولة. وقال إن كتب عديداً من قصائد الفصحى، «لكن لغته العامية الجميلة برزت أكثر في المشهد الغنائي». وشكر الشخصية المكرمة إبراهيم خفاجي في الندوة، التي أدارها الإعلامي يحيى مفرح زريقان وشارك فيها إلى جانب محمد عبده، حسين نجار والإعلامي الفني علي فقندش، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ولولي عهده الأمير نايف وللأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، كما شكر المشاركون في الندوة.