أفادت وسائل الإعلام العبرية أمس أن وزير الدفاع ايهود باراك أبلغ زملاءه في «منتدى السداسية» (الذي يضم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزراء الخارجية أفيغدور ليبرمان والشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون وشؤون الخدمات السرية دان مريدور ووزير الدولة بيني بيغن وباراك نفسه) أن لقاءه الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في لندن الاثنين الماضي، أثمر مزيداً من التقدم في الاتصالات مع الولاياتالمتحدة في مسألة تجميد البناء في المستوطنات. ونقلت عنه قوله أيضاً إن ثمة صيغة تتم بلورتها بين واشنطن وتل أبيب تقضي بأنه «في موازاة موافقة إسرائيل على تجميد موقت للبناء في المستوطنات، شرط أن يكون جزءاً من عملية سياسية إقليمية شاملة، توافق الولاياتالمتحدة على مواصلة بناء أكثر من ألفي وحدة سكنية تم إقرار بنائها، وهي الآن قيد البناء»، هذا إضافة إلى قيام الفلسطينيين بخطوات ملموسة في اتجاه تحريك العملية السياسية، في مقدمها مسألة الترتيبات الأمنية ووقف التحريض على إسرائيل. وبحسب التقارير الصحافية، فإن الوزراء طالبوا بأن تتلقى إسرائيل موافقة أميركية رسمية على الصيغة المطروحة، خصوصاً قبول الولاياتالمتحدة أن يكون تجميد البناء في شكل موقت وأن يكون جزءاً من العملية السياسية الشاملة في المنطقة، معتبرين أن قبولاً أميركياً بهذا الشرط سيخفف كثيراً من الضغوط الممارسة على إسرائيل من الرئيس باراك اوباما. ونقلت عن أوساط سياسية قولها إن «التجميد الموقت» للبناء سيكون بمثابة السلم للأميركيين للنزول عن الشجرة في مطالبتهم المتشددة بوقف الاستيطان. لكن فيما يرى أربعة من الوزراء الستة أن التوصل إلى «صيغة حل وسط» مع واشنطن وارد فعلاً، يستبعد الوزيران مريدور وبيغين أن تقبل واشنطن بالصيغة التي قدمها باراك. ونقلت إحدى الصحف عن أحد الوزيرين قوله إن البيان الذي قدمه باراك ل «منتدى السداسية» لا يستند إلى موقف أميركي حقيقي إنما إلى «ما يشعر به وزير الدفاع». أما صحيفة «معاريف»، فذكرت أنه في اللقاء المرتقب بين نتانياهو وميتشل الأسبوع المقبل، سيطلب الأول اعترافاً أميركياً بالمطالب الإسرائيلية الرئيسة لتحريك ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وعلى رأسها اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وأن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ورفض عودة اللاجئين إلى إسرائيل، وإعلاناً بنهاية الصراع. من جانبها، كررت زعيمة حزب «كديما» المعارض تسيبي ليفني اتهامها نتانياهو بأنه ليس جدياً في قبوله حل الدولتين، وقالت للإذاعة العسكرية إن نتانياهو «تبنى فقط الكلام عن حل الدولتين من أجل إرضاء جهات معينة (الولاياتالمتحدة)، لكنه في واقع الأمر لا يؤمن بالحل». وتابعت أن الجمهور الإسرائيلي يدرك أن نتانياهو يتلاعب بالكلام «وأنا لا ألمس أن انقلاباً أيديولوجياً حصل لدى نتانياهو ... لقد اضطر إلى قول ما قاله (في خطابه عن حل الدولتين)، واعترف بذلك أمام أصدقائه في ليكود حين قال لهم: كنت مضطراً للقول فقلت». وزادت: «نتانياهو لم يتغير، هو نفسه الذي عرفناه قبل عشر سنوات، وكل ما تقوم به حكومته هو فقط ظاهري. ما يعني نتانياهو وحكومته هو البقاء ليس إلاّ»، مبررة بذلك رفض حزبها الانضمام إلى الائتلاف الحكومي. احتجاج على الموقف الاوروبي في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أصدرته أنها استدعت سفير الاتحاد الاوروبي في إسرائيل سيبريان اوزال «لتوبيخه» في أعقاب البيان الذي أصدره الاتحاد الأسبوع الجاري وأكد فيه ان المستوطنات في الضفة الغربية «تخنق الاقتصاد الفلسطيني وتزيد من تبعيته لأموال البلدان المانحة». واعتبرت الوزارة ان موقف الاتحاد «تجاوز صلاحية اللجنة التقنية للمفوضية الاوروبية»، مضيفة أن «الانتقادات لا أساس لها من الصحة، فضلاً عن أنها تتجاهل حقيقة أن قضية بناء المستوطنات يجب أن تطرح في المفاوضات المستقبلية بين الطرفين بالتوازي مع الالتزامات الأخرى وتحديداً التزامات الفلسطينيين في ما يتعلق بالأمن». ليبرمان: سورية لا تريد السلام من جهة اخرى (أ ف ب)، قال ليبرمان امس لاذاعة الجيش «ان سورية لا ترغب في اقامة السلام مع اسرائيل، والواقع ان هذا يشكل العنصر الاكثر سلبية على الساحة الدولية». واضاف ان «سورية هي اول بلد هنأ ايران على الانتخابات الرئاسية، وهي لا تزال تقيم علاقات مع كوريا الشمالية وتهرب الاسلحة الى جنوب لبنان لحزب الله والى العراق لمجموعات ارهابية». وتابع: «بالنسبة الينا، نحن على استعداد لبدء مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة ومن دون تعهد من جانبنا بالانسحاب من الجولان».