الفورد 97 سيارتي العزيزة، تمضي بمفردها أحياناً إلى أقصى المدينة، تفعل ذلك ليلاً وأنا نائم. وحيدة وضجرة مثل العشب. تسير ببطء وهي تدهس في طريقها حجارة صغيرة دون تردد. *** السائرة ليلاً وهي نائمة، لا أجدها كل صباح في المكان الذي أوقفتها فيه ولا أجدها قادرة على التذكر أين كانت؟ وفوق كل ذلك هي نزقة. *** السيارة التي تحلم بتوقف أبدي تحسد الطرق الإسفلتية على شيخوختها الهانئة وتحسد أعمدة الإنارة على حكمتها أمام دوار الحركة الخاطفة سيارتي تحلم بالخلاص دائماً. *** في ضوء القمر المكتمل، هناك شيء يجعلها أكثر شغفاً بالمسافات الطويلة، بالوصول على أبعد مكان لم تصله من قبل، وباللحظة الحالمة واللامنطقية. *** كأن اختلاف توازنها على الطرق السريعة مصدر سعادتها تنطلق بأقصى سرعتها مغمضة عيناها ويدفعها الهواء الجامح إلى النشوة سيارتي المراهقة أحياناً. *** سيارتي العزيزة وهي تسمع معي الأغاني الصاخبة دون تأفف، وتذهب رفقتي إلى كل مكان بعيد أذهب إليه دون خوف، تشعر بوجودي وأنا حزين أو مبتهج داخلها، وتتخيلني مثل جنين. *** للطرق الرملية تكون آثار عجلاتها أحياناً مثل قصيدة، والدخان الأبيض الذي تتركه وراءها مثل شتيمة غير مباشرة. والزيت الذي على الأرض تقول عنه «أمينة» دموع ليلية.. كل ذلك حياتها. *** سيارتي لمن تفشين أسرارك الآن؟ وتقولين بمزاج أسود.. مثل «البنزين» الذي تثملين منه دائماً: - متى أقضي على حياتي وحياة هذا الملعون؟ يد القصيدة تلك بيتر شيلتون ** رضخت حياته تحت تأثير يد مارادونا *** أو «يد الله» كما سميت فيما بعد. يصحو من كوابيسه أحياناً وهو يحلم بأنه أمسك بالكرة، ولم تدخل هدفاً تاريخياً. يحلم بأنه سبق الفضيحة بثانية واحدة فقط، ثانية واحدة فقط تكفي.. يجلس مهموماً في سريره طوال الليل وهو يرفع يده للأعلى، متخيلاً أنها أطول مما هي عليه، وهو يقول لنفسه: «أستطيع أن أمسك بالقمر وأنا في الشرفة، لماذا لم أمسك بكرة هذا المخادع اللعين مارادونا، هل هي أبعد؟ لا أظن». * عنوان مجموعة شعرية قيد النشر. ** بيتر شيلتون: حارس مرمى المنتخب الإنكليزي طوله 1.83 متر. سجل فيه مارادونا هدفاً باليد في كأس العالم 1986 بالمكسيك. *** دييغو مارادونا: لاعب كرة قدم أرجنتيني شهير.