تصاعدت في لبنان حركة الاحتجاج والادانة للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. وسجلت اعتصامات للبنانيين وأخرى فلسطينية في المخيمات، في وقت أجرى وزير الخارجية جبران باسيل اتصالات بوزراء خارجية عرب، وبالامين العام لجامعة الدول العربية مُندداً ب «الإفتراءات الإسرائيلية على غزة» ومطالباً ب «اتخاذ موقف عربي موحد ورادع للعدوان، اذ إن إسرائيل تستفيد من الصمت الدولي والعجز العربي لمواصلة إعتداءاتها». ونبه باسيل بحسب مكتبه الاعلامي الى ان «الوضع الخطير يتطّلب موقفاً وإجراءات فعلية من الجامعة العربية، تؤدي إلى تقديم الدعم الفعلي للشعب الفلسطيني، والضغط على المجتمع الدولي والدُول الداعمة لإسرائيل لكي تتوقف عن دعمها عبر إجراءات رادعة». ورأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط أن «العدوان الإسرائيلي لا يتعلق بحركة «حماس»، بل يطاول الشعب الفلسطيني بأكمله الذي تعرض ويتعرض منذ ما يزيد على نحو قرنٍ لأبشع أنواع القهر والإذلال والإهمال والاحتلال والسلب والتهجير، في واحد من أطول وأعنف النزاعات السياسية التي تميزت بالكثير من الإجرام والحقد والكراهية من قبل إسرائيل ضد شعب أعزل إنما يمتلك الصلابة والعناد لمواصلة النضال عن حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة. ولكن الفلسطينيين لن يغادروا غزة كما غادروا بيروت، فهي أرضهم وسيواصلون النضال فيها مهما بلغت الأثمان». ولفت جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونية إلى أن «العدوان الإسرائيلي الجديد يصل إلى خلاصة وحيدة: الكثير من القتل والتدمير والقليل من النتائج. لم تفلح كل تلك الحروب الإسرائيلية المتتالية سوى في تكريس دور إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل». وقال: «أمام هول المأساة الإنسانية التي لا تقتصر على إحراق جسد الطفل محمد أبو خضير، بل تتعداه إلى عزل وإحراق كل الشعب الفلسطيني، فإن الوقت ليس لتصفية الحسابات مع حركة «حماس» أو سواها من الفصائل الفلسطينية بل للتضامن والوقوف صفاً واحداً خلف تضحيات الفلسطينيين في مواجهتهم هذا العدوان على مرأى ومسمع من العالم أجمع من دون التدخل لوقف هذه المجازر». وقال أن «المطلوب التوصل إلى صفقة شاملة، وليس مجرد وقف لإطلاق النار، تشمل فتح كل المعابر العربية والإسرائيلية وفك الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن عشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين، بالتوازي مع وقف كل أشكال المفاوضات السياسية العقيمة والتي أثبتت عدم جدواها بسبب الموقف الإسرائيلي الرافض للتسوية وهي لا تتعدى كونها مسرحيات يؤديها بعض الوسطاء الأميركيين، بالإضافة إلى إطلاق عمل حكومة الوحدة الوطنية». وأعلنت أمس، الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان «تضامنها مع الشعب الفلسطيني الشقيق في صموده على أرضه أمام العدوان الإسرائيلي الوحشي»، معتبرة أن «من يدعي مساعدة الشعب الفلسطيني بإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه اسرائيل يهدد أمن لبنان ويهز أركان القرار 1701 فقط». وشددت على ان «ما يساعد الشعب الفلسطيني في وقفته هذه، التضامن السلمي والدعم السياسي مع هذا الشعب، كما تفعل أحزاب 14 آذار اليوم». ونظم «تيار المستقبل» اعتصاماً امام بيت الاممالمتحدة في قلب بيروت حضره عدد من نواب كتلة «المستقبل» النيابية، وألقيت كلمات تضامن مع الشعب الفلسطيني وادانة للاعتداءات الاسرائيلية. ونظمت «اللجنة الشبابية والطالبية لدعم القضية الفلسطينية» والنادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الأميركية في بيروت نشاطاً تضامنياً «استنكاراً للعدوان الصهيوني واستنكاراً للصمت العربي والدولي وذلك في شارع الحمراء في رأس بيروت. ونظمت «المبادرة الشعبية» و «اللجان الشبابية» و «لجان الاحياء» والمؤسسات الاهلية والصحية والكشفية في مخيم عين الحلوة مسيرة «دعماً لغزة»، انطلقت من امام مفترق سوق الخضر في الشارع الفوقاني وجابت شوارع المخيم وشاركت فيها جميع القوى الوطنية والاسلامية. ورفع المتظاهرون الرايات الفلسطينية ولافتات دعماً للمقاومة الفلسطينية وتنديداً بالعدوان الاسرائيلي، وتم تجسيد رمزي لتشييع شهداء غزة، فيما ارتدى عدد من المتظاهرين لباس المقاومين الفلسطينيين. وتقدمت المسيرة سيارات الاسعاف التابعة للمؤسسات الصحية في عين الحلوة. وعند مدخل مسجد خالد بن الوليد، نظمت اللجنة النسائية في حركة «حماس» في عين الحلوة اعتصاماً نسائياً رفعت خلاله المعتصمات رايات فلسطين و «حماس». وطالبن «المجتمع الدولي وأحرار العالم بالتدخل لوقف المجزرة البشعة في حق الشعب الفلسطيني وسوق قادة الكيان الصهيوني الى المحاكم المختصة». وفي مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، نظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مسيرة تضامينة وطالبت المشاركون فيها ب «ضرورة التحرك لوقف العدوان ومحاسبة اسرائيل».