باريس - أ ف ب - افتتحت مساء أمس، الدورة الثالثة والستون لمهرجان افينيون بعروض عدة. ففي «ساحة الشرف» قدّم اللبناني الكندي وجدي معوّض، الاجزاء الثلاثة الاولى من عمله الرباعي وهي: «ضفاف»، و «حرائق»، و «غابات» في 11 ساعة من العروض تقطعها استراحتان طويلتان. واذا كان هواة المسرح في العاصمة الفرنسية اطلعوا على هذه الاعمال، فإن وجدي معوض سيقدم في الجزء الثاني من المهرجان واعتباراً من 18 تموز (يوليو) عمله الجديد الذي يكمل الرباعية وهو بعنوان «سماءات... دماء الوعود». وشهد الافتتاح في مكان آخر من أفينيون، عرضاً للمخرج عاموس غيتاي مقتبس عن كتاب للمؤرخ اليهودي فلافيوس يوسيف، أدته النجمة الفرنسية جان مورو في ديكور منسجم مع السرد المسرحي في منجم بولبون (جنوب شرق فرنسا). وبذلك يكون مخرج سينمائي افتتح هذه السنة المهرجان الذي يجتذب جمهور المسرح المعاصر، ما يؤشر الى حضور لافت للمخرجين السينمائيين في برنامج هذه التظاهرة الممتدة حتى 29 تموز (يوليو). وتدور أحداث عرض «حرب ابناء الضوء ضد ابناء الظلمات» ايام الرومان، حيث طُلب من فلافيوس يوسيف في مقابل الحفاظ على حياته كتابة تاريخ اليهود بعد سقوط القدس في ايدي الرومان عام 70 بعد الميلاد. وأدت جان مورو دور الراوية جالسة الى طاولة، مذكرة بالدورة الاولى من المهرجان التي شاركت فيها عام 1947. ويحمل المهرجان هذا العام عبقاً شرق أوسطي مع اختيار الفنان اللبناني - الكندي وجدي معوّض «ضيفاً شريكاً» فيه. وهو الممثل والمخرج والكاتب المسرحي الذي عرفته الخشبات الباريسية منذ اكثر من عشر سنوات لتقدمه بداية في «المسرح الدولي للغة الفرنسية» (تيلف) في لافيليت، قبل ان يقدم على اعرق خشبات العاصمة الفرنسية في شكل دوري. ويشارك الفنان اللبناني الاصل في عدد من قراءات النصوص التي تقام تقليدياً في افينيون، كما تقرأ له الممثلة والمغنية جين بيركين نص «خطابات حربية، عبارات حرب» وهو عمل جديد. وقد ساهمت مشاركته في برمجة المهرجان في احضار مبدعين لبنانيين ومن الشرق الاوسط ليس في المسرح وحده، لكن ايضاً في مجال السينما والصورة والفن التشكيلي. وهي المرة الاولى التي يشارك فيها لبنان في العروض الرسمية للمهرجان عبر اعمال للثنائي لينا صانع وربيع مروة من خلال عملي «فوتو رومانس» و «زائد» و «البحث عن موظف ضائع». ويشارك اللبنانيان زاد ملتقى عزفاً ويلدا يونس رقصاً في كوريغرافيا الاسباني اسرائيل غالفان «نهاية هذه الحالة من الاشياء» بين 18 و26 تموز (يوليو). ويقدم عملهما المشترك «لا» في عرضين، الى جانب عمل زاد ملتقى «الضفة الاخرى». ويفرد المهرجان مكاناً خاصاً لتقديم معرض الثنائي السينمائي والتركيبي اللبناني جوانا حجي توما وخليل جريج اللذين يعملان ايضاً على الذاكرة والصورة والاثر. ويحمل المعرض الجديد عنوان «مثل واحات في الصحراء» ويقام بين 9 و29 تموز في كنيسة سيليستان في افينيون مقدماً في جزء منه شريط وصور معتقل الخيام. واذا كانت السينما في افينيون قضية غير جديدة فان «الجهات السينمائية» لمهرجان افينيون وبالتعاون مع سينما يوتوبيا تخصص بين 10 و25 تموز عروضاً للسينما اللبنانية والفلسطينية والاسرائيلية.