احتاج مسن (80 عاماً) في دار الرعاية الاجتماعية في محافظة عنيزة إلى ربع قرن حتى يزوره أحد أقاربه، ولم يكن سبب غياب أقاربه «قطيعة رحم»، كما يقول مدير الدار بندر العتيبي، الذي برره بأن «النزيل لم يكن معروف الهوية منذ قدومه قبل 24 عاماً». وأضاف أنه منذ تسلمه إدارة الدار، بدأ بدرس ملفات النزلاء، ليجد أن المسن الثمانيني لم يسبق أن زاره أحد من أقاربه، فطلب من الاختصاصيين الاجتماعيين درس ملف النزيل، والبحث عن أسرته وتحديث بيانات الاتصال بهم للتواصل معهم. وأشار إلى أن المهمة أوكلت للاختصاصي الاجتماعي صالح التركي، الذي بدأ بدرس ملف النزيل، الذي يعاني طبياً من قلق عصبي واضطرابات، مضيفاً: «اتضح أنه مجهول الهوية، ولم يسجل في ملفه سوى اسم المسن من محافظة الخرج، من دون ذكر أرقام هواتف لذويه، ليتحول البحث بعد ذلك إلى محافظة الخرج والتواصل مع أحد سكانها، الذي ربط بين الدار وذوي النزيل». وذكر مدير الدار أنه بعد 20 يوماً من إخطار ذوي النزيل، حضر ثلاثة رجال من محافظة الخرج الأحد الماضي للسؤال عن النزيل، «ليتبين أنه شقيق والدهم (عمهم). وذكروا أنهم لم يروه أبداً كونه اختفى قبل أكثر من 40 عاماً، ولم يعرفوا عنه إلا من خلال أحاديث والدهم الذي توفي لاحقاً، بعد أن ذكر أن شقيقه خرج من المنزل ولم يعد»، مؤكدين أنه تم الإعلان عنه في حينه، ولكن والدهم توفي من دون أن يعلم أي أخبار عن شقيقه. ويشير العتيبي إلى أن الاختصاصيين الاجتماعيين لاحظوا قبل أسبوع كثرة سؤاله عن ذويه بعد صمت ربع قرن، ليحضر أقاربه قبل أربعة أيام. ولفت إلى أن أقاربه بدأوا بإجراءات نقل عمهم إلى دار الرعاية الاجتماعية في الرياض، حتى يكون قريباً لهم لغرض استمرار الزيارات بينهم.