أكدت مصادر متطابقة ل «الحياة» أن الدوحة ستشهد اليوم «لقاء ثلاثياً» يضم الرئيس محمود عباس الذي وصل الى الدوحة أمس، ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك للبحث في «قضايا استكمال خطوات المصالحة الفلسطينية» بين حركتي «فتح» و«حماس» والتي انطلقت في القاهرة. وقال مصدر قريب من الرئيس الفلسطيني ل «الحياة»، إن «لقاء عباس-مشعل في الدوحة قبل ظهر اليوم يأتي بدعوة من أمير قطر الذي يولي قضية المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية أولوية منذ سنوات». ولفت الى أن الاجتماع يأتي في ظل أجواء ايجابية بعد اتفاق المصالحة ولقاءات بين الحركتين أخيراً، مضيفاً أن لقاء الدوحة «يجيء في إطار تعزيز عملية تطبيق الإجراءات التي تم التوافق عليها (في القاهرة) وتحقيق المصالحة والتقدم لإنهاء حال الانقسام تمهيداً لدخول الفلسطينيين مرحلة جديدة». ورأت مصادر تحدثت الى «الحياة» أن أبرز قضية تحتاج الى معالجة وتوافق سريعين تكمن في «مسألة التوافق على رئيس حكومة فلسطينية جديدة». وفيما لم تستبعد المصادر أن يخطو عباس ومشعل في اجتماع الدوحة «خطوة توافقية لافتة باتجاه تسمية رئيس الحكومة الفلسطينية من خلال دور حيوي سيقوم به أمير قطر لدعم الوحدة والتفاهم بين الفلسطينيين»، قال مصدر قريب من عباس أن «مشاورات فتح وحماس لم تنقطع في شأن تشكيل حكومة فلسطينية توافقية جديدة من كفاءات فلسطينية غير فصائلية». وسئل مصدر فلسطيني عن اختيار الدوحة موقعاً لعقد الاجتماع بدلاً من القاهرة، فقال ل «الحياة» إن «الدوحة كانت تشجع دائماً التوافق بين فتح وحماس، وتم التوافق على عقد اللقاء برعاية أمير قطر، وهو استكمال للقاءات عقدت في القاهرة (بين عباس ومشعل)، ويأتي في اطار استمرار الدعم لما جرى في القاهرة». وعن توقعاته لاجتماع عباس ومشعل، عبر المصدر الفلسطيني عن «تفاؤل بمزيد من الايجابية، فالظروف المحيطة بنا تسهل الأمور، وهناك تحولات في المنطقة تشدد على أن تتمسك الأطراف الفلسطينية كافة بالوحدة الوطنية». وقال: «لن يتم تشكيل حكومة جديدة أو إجراء انتخابات الا بالوحدة الوطنية». عباس في الأردن وكان الرئيس عباس وصل الدوحة قادماً من العقبة في الأردن حيث بحث والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «التطورات المتصلة بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني انه تم خلال اللقاء «تقويم الوضع عموماً، خصوصاً في اطار اللقاءات الاستكشافية التي جرت في عمان والاتصالات التي أجراها الاردن مع الاطراف الدولية المعنية بإطلاق مفاوضات السلام التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي». وأضاف البيان ان الزعيمين تبادلا خلال اللقاء الذي حضره كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة «وجهات النظر ازاء تطورات العملية السلمية في ضوء زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاخيرة للمنطقة»، التي زار خلالها الاردن واسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأكد الملك عبد الله «استمرار الاردن في تقديم كل دعم ممكن للشعب الفلسطيني من اجل التوصل الى سلام شامل يعيد حقوقه المشروعة»، فيما ثمّن الرئيس عباس الذي وضع الملك «في صورة التحرك الفلسطيني في المرحلة المقبلة» جهود الملك «المتواصلة في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني».