لم يكتف مسؤولون في إدارة مرور الرياض بتغييب سيارات وأفراد المرور عن الشوارع، وتركهم الحبل على الغارب لكل من يتسبب في اختناق الشوارع وازدحام السيارات، وكأن كاميرات وسيارات «ساهر» ستقوم بكل شيء وستحل جميع المشكلات المرورية التي ظلت عاملاً مؤرقاً للجميع، بل أتبعوا ذلك بإيجاد نقاط تفتيش في الطرق السريعة لم أجد لها حتى كتابة هذه السطور مبرراً. يوم الأربعاء الماضي، وتحديداً بعيد صلاة المغرب، أخذت أسرتي واتجهت من غرب الرياض إلى منزل والدي في أحد أحياء شرق الرياض، للتمتع بالإجازة الأسبوعية، سلكت الطريق الدائري الشمالي، وما إن دلفت إليه من الناحية الغربية، حتى فوجئت بتكدس للسيارات، بل إن هناك سيارات عكست السير عبر الرصيف الترابي بسبب شدة الزحام. توقعت كما غيري بوجود حادثة مروري، ولكن بعد اختناق مروري لمدة 35 دقيقة، وجدت أن السبب في ذلك نقطة تفتيش كان موقعها بالقرب من مخرج طريق الملك فهد. تخيلوا 35 دقيقة تقطع خلالها مسافة أقل من ثمانية كيلومترات ويرتفع ضغطك، وفي النهاية تكتشف أن السبب سيارتين للمرور وبضعة أفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. المؤلم في الأمر أنهم لا يوقفون أحداً ولا يطلبون أي وثائق أو ما شابه، فقط حواجز وأفراد. كنا ننتظر حلاً لاختناق الشوارع بتسيير أفراد راجلة ومعاقبة من يوقف سيارته في شكل خاطئ، وفجأة وجدنا أن المرور هو من يخلق الزحام في مواقع أخرى. ليست نقطة تفتيش واحدة، فهناك أخرى أعاني منها كثيراً قبل الحي الديبلوماسي للقادمين من غرب الرياض، والمؤلم في الأمر أنك تجد الكثير من «السطحات» قرب النقطة لحمل السيارات، ولا أعلم حقيقة ما المخالفات التي ارتكبها أصحاب هؤلاء السيارات، إن كانت سرعة فهذا ما نريده جميعاً ونشكرهم عليه، وإن كانت رخصة سير منتهية أو ما شابه، فهي مصيبة.