رمى مدرب البرازيل لويز فيليبي سكولاري الكرة في ملعب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم، ولم يتقدم باستقالته من منصبه على رغم تلقي بلاده ثاني خسارة متتالية على أرضه، للمرة الأولى منذ عام 1940 في مونديال البرازيل 2014. وقال سكولاري، بعد خسارة البرازيل أمام هولندا (صفر-3) في مباراة تحديد المركز الثالث، وذلك بعد ثلاثة أيام من السقوط التاريخي أمام ألمانيا (1-7): «القرار يعود إلى رئيس الاتحاد البرازيلي، سنقدم له تقريراً أخيراً وندعه يحلل ويكتشف ما يجب القيام به». وتابع سكولاري (65 عاماً)، الذي تعرض لانتقادات كبيرة بعد خسارة ألمانيا، أمام الصحافيين: «لن أناقش (مستقبلي) معكم»، مشيراً إلى أنه كان مقرراً قبل انطلاق النهائيات وبغض النظر عن النتيجة أن يضع مصيره في يد رئيس الاتحاد. ودخل نجم المنتخب البرازيلي المصاب نيمار إلى الغرفة، خلال المؤتمر الصحافي لمدربه، من أجل تحيته، لتكون بمثابة رسالة تضامن معه. وينتهي عقد سكولاري بعد المونديال الحالي، لكن بعض التقارير أشارت إلى احتمال بقائه حتى نهاية العام. وسبق لسكولاري أن أعلن بعد الهزيمة المذلة أمام ألمانيا أنه سيتخذ قراره في شأن مستقبله بعد مباراة المركز الثالث. «ما زال أمامنا عمل يجب القيام به»، هذا ما قاله سكولاري بصحبة طاقمه التدريبي من مقر المنتخب في تيريسوبوليس، مضيفاً «ما زلنا مرتبطين بالاتحاد البرازيلي لكرة القدم حتى نهاية كأس العالم. والآن، نهاية كأس العالم ستكون في مباراة السبت». وتابع سكولاري، الذي عاد في 2012 إلى المنتخب بعد أن قاده إلى اللقب العالمي الخامس والأخير عام 2002، «لن أتحدث مع إدارة الاتحاد البرازيلي إلا بعد مباراة السبت، بعد تلك المباراة سيتم تحديد الموقف». ومن المؤكد أن الهزيمة أمام هولندا ربما تكون كافية للاتحاد البرازيلي لكي يحدد موقفه من سكولاري الذي أنهى فريقه البطولة بوصفه صاحب أسوأ دفاع بعد أن اهتزت شباكه في 14 مناسبة. ولم تقنع النتيجتان المذلتان اللتان تلقتهما البرازيل أمام ألمانيا ثم هولندا سكولاري بأن يتخذ قرار الرحيل من جراء نفسه من دون انتظار الاتحاد المحلي. كانت نتيجة مباراة الدور نصف النهائي كارثية على البرازيل لأنها رفعت الأهداف التي دخلت شباكها في هذه النسخة إلى 11، أي أكثر بهدفين من أسوأ دفاع في البطولة (الكاميرون وأستراليا بتسعة أهداف)، فعادلت أكبر عدد أهداف يدخل شباكها في نسخة واحدة (1938)، وأصبحت أول مضيف يدخل شباكه هذا العدد من الأهداف، قبل أن تهتز بثلاثة أهداف أخرى في مباراة المركز الثالث. كان سكولاري الخيار البديهي للاتحاد البرازيلي بعد إقالة مانو مينيزيس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، وخصوصاً أنه كان «مهندس» التتويج الأخير لبلاده عام 2002، لكن «بيغ فيل» لن يترك لخلفه، في حال قرر الاتحاد التخلي عنه تحت ضغط من الجمهور الذي قابله بصافرات الاستهجان، سوى فريق «محطم» معنوياً يفتقد مكونات النجاح بسبب وجود لاعبين غير قادرين على الارتقاء إلى مستوى التحدي ولا إلى اسم البرازيل في عالم المستديرة. كان سكولاري يدرك تماماً أنه سيصبح أسطورة كروية خالدة في بلاده في حال نجاحه بقيادة البرازيل إلى لقب عالمي على أرضها، لكن عوضاً عن ذلك سيبقى اسمه مرافقاً لأسوأ هزيمة يتلقاها «سيليساو» في تاريخ النهائيات. دخل سكولاري (65 عاماً) إلى نهائيات النسخة ال20 وهو يشدد على أنه ليس خائفاً من تحدي أن يصبح ثاني مدرب يحرز اللقب مرتين بعد الإيطالي فيتوريو بوتزو في 1934 و1938: «لو كنت خائفاً من التحديات لما حققت أي شيء في مسيرتي». لكن هذا الحلم أصبح سراباً، ومغامرة «فيليباو» مع بلاده وصلت على الأرجح إلى نهايتها ولم يتمكن من الارتقاء إلى مستوى التحدي الذي وضعه لنفسه.