عاش خمسة متسللين يمنيين وقائد مركبة سعودي حاول نقلهم من منطقة جازان إلى جدة، مواقف مرعبة وساعات عصيبة، بعد تعطل مركبتهم في منطقة نائية جنوب شرق الليث، ما أدى إلى وفاة أحدهم بعد أن شرب وقود المركبة من شدة العطش، بينما لم يجد زميله بداً من الارتواء من ماء «الراديتر»، وسقط ثلاثة آخرون جراء الإعياء، فيما تواصل مروحيات «الهليكوبتر» التابعة للدفاع المدني البحث عن مفقود كان معهم. وكان المتسللون اليمنيون اتفقوا مع سائق مركبة من نوع «كورولا» في جازان على نقلهم إلى جدة مقابل 5000 ريال. ويقول أحد الناجين: «انطلق السائق بسرعة جنونية بين محافظات ومناطق نائية هرباً من أعين رجال الأمن، حتى وصلنا إلى منطقة صحراوية في قرية عيار (30 كيلومتراً جنوب شرق الليث)، لا يمكن تجاوزها إلا بسيارة ذات دفع رباعي، وفوجئنا أن مركبتنا تعثرت في الرمال، ولم تفلح محاولاتنا في تحريكها». وأضاف: «رأينا الهلاك أمامنا بعد أن أصبحنا تحت أشعة الشمس الحارقة في منطقة لا نعرف حدودها، خصوصاً وقد نفذ طعامنا وشرابنا، ولم نجد بداً من السير على أقدمنا على غير هدى». وأشار إلى أن قائد المركبة اضطر مع أحد المتسللين إلى السير بحثاً عن الماء على أن يعودوا بالمساعدة، إلا أنهما لم يرجعا، ما أجبر أحد المتبقين بجوار المركبة على الشرب من ماء «الأديتر» فيما شرب رفيقه من الوقود بعد ازدياد عطشهم. وزاد «بعدها سرنا في حال من الهذيان والتعب على غير هدى، لدرجة أننا أحدنا فقد ولا نعلم أين هو، وبعد سير متواصل شاهدنا راعياً للماشية، وصلنا إليه بمشقة، ليروي ظمأنا من حليب الأغنام، وهاتف الجهات المختصة التي نقلتنا إلى مستشفى الليث العام». من جهة ثانية، أكد مصدر طبي في مستشفى الليث العام أن قائد المركبة تأثر بصدمة حرارية قوية أدت إلى اضطراب شديد في وظائف الكلى، قد تؤدي إلى فشل كلوي حاد، إلا أنه بدأ في التماثل للشفاء ببطء، بينما أصيب رفيقه بصدمة حرارية أثرت في درجة الوعي لديه، وأسهمت في ضعف وظائف الأعصاب، ويحتاج إلى كثير من الوقت للشفاء. إلى ذلك، توفي المتسلل الذي شرب من الوقود في سيارة الإسعاف، قبيل وصوله مدينة جدة للعلاج في مستشفى الملك عبدالعزيز، فيما لا يزال زميله الذي ارتوى من ماء «الراديتر» في غيبوبة، ولايزال البحث جارياً عن الشخص المفقود.