عاودت السباحة اللبنانية كاتيا بشروش، التي حصدت 4 ميدايات ذهبية (في ال800م وال200م وال400م حرة وال200م فردي متنوعة) وبرونزيتين (في ال100م فراشة وال50م حرة) في دورة الألعاب العربية الأخيرة "الدوحة 2011" التدريب عقب رجوعها من وطنها حيث لقيت تكريماً رسمياً إلى الولاياتالمتحدة، وإنضمت الى فريق السباحة في جامعة كاليفورنيا، حيث يشرف عليها المدرب العام مارك برنادينا ومدرب المسافات الطويلة والحرة دوك فينش. وتطمح بشروش التي سجلت أرقاماً مؤهلة لدورة لندن الأولمبية تخولها المشاركة استناداً إلى بطاقة دعوة "وايلد كارد"، لنيل لقب أفضل سباحة عربية، مبدية تصميمها على رغم صعوبة المهمة على بلوغ النهائيات الأولمبية. وكشفت أن المكافآت المالية التي حصلت عليها من قطر في ضوء "إنتصاراتها العربية" والبالغة 24 ألف دولار ستنفقها على الإعداد والتدريب. وقالت: "لا أعلم متى تترجم الوعود اللبنانية واقعاً". وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان استقبل حاملي الميداليات العربية في القصر الجمهوري، وسلمهم ميداليات مذهبة تقديرية. وإلتقى رئيس اللجنة الأولمبية أنطوان شارتييه واعضاء في إتحاد السباحة مع البطلة بشروش ووالدها ووالدتها وأبدوا دعمهم لها وتقديمهم التسهيلات الممكنة لخوضها إختبارات وتجارب دولية فضلاً عن مشاركتها في بطولة آسيا المقررة في دبي خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وكأس العالم في تركيا (حوض صغير 25 م) في كانون الأول (ديسمبر)، في ظل الافتقار خصوصاً إلى القدرات المالية، علماً أن اللجنة الأولمبية تسعى لتوفير مساعدة للسباحة البطلة في حال حجزت موقعاً "مباشراً" في الأولمبياد. وأعلنت بشروش أنها تعد العدة للاستحقاق الأولمبي، مصممة على بلوغ نصف النهائي، وأوضحت أن "أن أقصى حلمها هو المشاركة في النهائي لتكون بين أفضل 8 سباحات في العالم"، لأن "تحقيق ميدالية في الأولمبياد أمر صعب جداً، لا سيما أن البلدان الكبرى مثل فرنساوالولاياتالمتحدة والصين تنفق الملايين في إعداد أبطالها خلال أعوام، وتخصص لهم مجموعة مدربين وأطباء ومشرفين لأجل الفوز بميدالية، ومنافسات الأولمبياد أصعب من منافسات بطولات العالم". وكشفت كاتيا أنها كانت قريبة من السبّاحة الأميركية السن شميت التي ستنافسها في أولمبياد لندن، إذ كانت تجتمع معها في الجامعة، وفي بطولات الجامعات الأميركية، وبعد تخرجها العام الماضي لم تعد تلتقيها لأن شميت لا تزال تتابع دراستها في السنة الرابعة. وأشارت بشروش إلى أنها تخلّت عن عملها في الجامعة خصيصاً لتمثيل لبنان في الدورة العربية وفي الاستحقاقات المقبلة، ولم يعد لها أي دخل مادي تعتمد عليه لتأمين مصروفها الشخصي، علماً أن والدها لم يقصّر في مساعدتها كلما احتاجت إلى المال، وقالت إنها ربما لن تتمكن من متابعة المسيرة على النهج عينه العام المقبل، من دون أن تلقى المساعدة والدعم من وزارة الشباب والرياضة ويكون وضعها كما الأبطال في مختلف بلدان العالم، لافتة الى أنها لن تتوقف عن مزاولة السباحة طوال حياتها، وأنها لن تفكر في اعتزال السباقات إلا حين تشعر خلال التمارين بأنها غير قادرة على التقدّم أكثر. وتعتبر بشروش أن السباحة اليوم تحظى باهتمام المسؤولين الرياضيين أكثر من غيرها، لأن سبّاحاً واحداً في مقدوره حصد 6 ميداليات بمفرده في الأولمبياد، وخلال ثوان أو دقائق في الحوض، وليس مضطراً لخوض مباريات عدة طويلة تستغرق الواحدة أكثر من 90 دقيقة كما في كرة القدم. وأضافت: "أدرك أن المال الذي ينفق من الدولة على الرياضة في لبنان متواضع، وأنا محظوظة باندفاع والدي لمساعدتي مادياً لأشارك في الاستحقاقات الكبيرة، وينبغي أن يتغيّر مفهوم المسؤولين في لبنان عن الرياضة، فالفوز بميدالية أولمبية واحدة يتطلّب إعداداً لسنوات، ومعسكرات داخلية وخارجية، ومدربين اختصاصيين، وعلماء نفس، وأطباء وفيزيائيين، فضلاً عن إداريين، وينال اللاعب الدولي ما يحتاجه من مال للتفرغ للرياضة والتمارين اليومية. واليوم لم يعد هناك بطل عالمي لا تقف دولته وراءه داعمة ومشجعة، وأنا لا أطلب إلا بقدر ما أحتاج إليه للمواظبة على التمارين التي تتطلب وقتاً ومثابرة".