الدوحة - ا ف ب - اختير السباح التونسي أسامة الملولي أمس (الخميس) أفضل رياضي في الدورة العربية ال12 التي تختتم غداً في قطر. واعترف الملولي بأن الأرقام التي حققها في الدورة العربية بعيدة عن أرقامه الشخصية وعن الأرقام العالمية، مؤكداً أنه سيركز على السباقات القصيرة. وقال الملولي في مؤتمر صحافي بعد تسلمه جائزة أفضل رياضي في الدورة: «الأرقام التي حققتها في هذه الدورة بعيدة عن الأرقام الشخصية لي حتى الاختصاصات التي امتاز بها، وأيضاً بعيدة عن الأرقام العالمية». وتابع: «يجب أن أركز على الاختصاصات الأخرى في السباقات السريعة مثل 100 و200 م حرة و100 م فراشة و200 متنوعة، لكن أؤكد أن ما حققته في هذه الدورة على صعيد الأداء أو على صعيد الأرقام لا يتمتع بامتياز عالمي». وأضاف: «الهدف الأساسي لي في الدورة العربية لم يكن لتحقيق الأرقام القياسية، بل للحصول على العدد الأكبر من الميداليات، فما حققته يعد إنجازاً تاريخياً». وأحرز الملولي حتى الآن 13 ميدالية ذهبية في 14 سباقاً، ويعود عدم فوزه في السباق الوحيد إلى استبعاده من نهائي 100 م صدراً لخطأ فني. وتحدث السباح التونسي عن مسيرته قائلاً: «إن سر النجاح الذي أحققه لم يكن بعمل شهر أو اثنين، بل هو نتيجة جهد سنوات كثيرة من الغربة، فلقد غادرت إلى فرنسا في الخامسة عشرة، ثم التحقت بالجامعة الأميركية في كاليفورنيا بعد ثلاث سنوات وما زلت أتدرب فيها حتى الآن، وكل هذه السنوات من التضحية كانت للنجاح في هذه الرياضة الصعبة وكسر احتكار الأميركيين والأستراليين وغيرهم لها». وقال في الصدد: «أعد اللجنة المنظمة للدورة بأن أوظف هذه الجائزة في تحضيراتي لأكون جاهزاً لدورة الألعاب الأولمبية، ولكي أتمكن من رفع الراية العربية فيها عالياً». ونجح السباح التونسي خلال مشاركته في الدورة في التأكيد أنه نجم النجوم أو النجم المطلق للألعاب، فاختير أفضل رياضي فيها. وإضافة إلى القيمة المعنوية لجائزة أفضل رياضي، خصصت اللجنة المنظمة للدورة قيمة مالية هي 70 ألف دولار، سيحصل الملولي إضافة إليها على 5 آلاف دولار عن كل ذهبية نالها، أي ما سيتراوح بين 65 و75 ألفاً. وعوض «القرش التونسي» غياب شقيقته مروة المثلوثي نجمة الدور السابقة في القاهرة بإحرازها 9 ميداليات ذهبية، وتقدم على أصحاب أكبر غلة من المعدن الأصفر، ومنهم المصرية أميرة منصور في القوس والنشاب (6 ذهبيات اثنتان منها فرديتان إضافة إلى برونزية)، والسعودي محمد السعيد في الرماية (6 ذهبيات اثنتان منها فرديتان إضافة إلى فضية)، والمصرية فريدة عثمان في السباحة (6 ذهبيات منها 4 فردية)، علماً بأن هناك عدداً كبيراً من الرياضيين الآخرين أحرز كل منهم 3 أو 4 أو 5 ميداليات ذهبية. وتعرّض الملولي في مشواره لعوائق صعبة، أبرزها حين حكمت عليه محكمة التحكيم الرياضي في 11 أيلول (سبتمبر) 2007 لمدة 18 شهراً، إضافة إلى سحب ميداليته الذهبية التي أحرزها في بطولة العالم لسباق 800 م حرة في ملبورن في العام نفسه، وذلك بسبب ثبوت تناوله مواد منشطة، لكن الملولي عاد وانتفض وثأر لنفسه في أكثر من مناسبة وأكثر من مكان. وكانت باكورة إنجازات الملولي الذي انتهت عقوبته في أيار (مايو) 2008، إحرازه ذهبية سباق 1500 م في أولمبياد بكين بعد 3 أشهر فقط، قاطعاً مسافة السباق بزمن 14.40.84 دقيقة، فسجل رقماً قياسياً أفريقياً، وعوض فشله في سباقي 200 و400 م حرة، عازياً هذا الفشل إلى الآلام التي عانى منها طول فترة إيقافه وعدم كفاية فترة الاستعداد. وكان التحدي الأكبر والأهم بالنسبة إلى الملولي في حرمان الأسترالي غرانت هاكيت، بطل العالم 4 مرات، من تحقيق إنجاز لم يسبقه إليه أي سباح آخر في تاريخ الألعاب الأولمبية، وهو الظفر بذهبية السباق للمرة الثالثة على التوالي في الدورات الأولمبية. وبدأت مواهب «قرش العرب» المولود في 16 شباط (فبراير) 1984 في المرسى، الذي أعده نادي كليشي الفرنسي أفضل إعداد، تتفتح بشكل خاص في الدورة العربية العاشرة في الجزائر عام 2004 بعد عام واحد من أول برونزية له في بطولة العالم 2003 في برشلونة. واختير الشاب التونسي أفضل رياضي في ذلك «الأولمبياد» العربي بإحرازه 6 ذهبيات و4 فضيات وبرونزية، قبل أن يتألق في بطولة العالم داخل حوض صغير في انديانابوليس في العام ذاته ويحرز ميداليتين، الأولى ذهبية في سباق 400 م متنوعة، والثانية برونزية سباق 200 م متنوعة، فضلاً عن بلوغه نهائي سباق 1500 م حرة، إذ حلَّ رابعاً. وكان الملولي على موعد مع الذهب بعد عام أيضاً في دورة المتوسط 2005 في الميريا، ونال 3 ذهبيات قبل أن يضبط بجرم المنشطات الذي أكد براءته منه وأنه تناول مادة «انفيتامين» لكي تساعده في البقاء صاحياً طوال الليل ليعمل على تحضير دراسة جامعية. وخرج الملولي من ورطة المنشطات أكثر إرادة وتصميماً، وركز على المسافات الطويلة في المنتديات واللقاءات العالمية، فإصبح اختصاصياً في سباق 1500 م تحديداً، فأضاف إلى الأولمبية الأولى لبلاده منذ 40 عاماً والثانية في تاريخ مشاركاتها الأولمبية بعد ذهبية العداء محمد القمودي في مونديال 1968 في مكسيكو. وفرض الملولي نجماً مطلقاً في النسخة ال16 من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 2009 في مدينة بيسكارا الإيطالية بإحرازه 5 ميداليات ذهبية مع 5 أرقام قياسية للألعاب في إنجاز غير مسبوق في تاريخ الدورات المتوسطية. ودخل تاريخ دورات المتوسط من بابه العريض بعدما جمع حتى الآن 8 ذهبيات في النسختين الأخيرتين، ليسجل اسمه على لائحة نادي رياضيي النخبة الذين دونوا أسماءهم بأحرف من ذهب منذ انطلاق النسخة الأولى في الإسكندرية عام 1951، وبات يعرف ب «فيلبس العرب» في إشارة إلى البطل العالمي والأولمبي الأميركي مايكل فيلبس صاحب 8 ذهبيات في دورة بكين الأولمبية (رقم قياسي). وعزا الملولي هذه النتائج الكبيرة التي حققها إلى «التواضع والعمل الجيد والتدريبات الجدية، وهذ هي أسباب الثمار التي أقطفها. لقد احتفلت كما يجب بالتتويج الأولمبي (في إشارة إلى ذهبية 1500 م حرة في أولمبياد بكين)، ومباشرة بعد ذلك عملت بتركيز كبير للحفاظ على هدوئي وبرود أعصابي، واستأنفت التدريبات للموسم الجديد، واضعاً بطولة العالم في روما (2009) هدفاً أساسياً لتحقيق المزيد من النتائج الجيدة». وبالفعل توّج السباح التونسي مطلع آب (أغسطس) 2009 بذهبية 1500 م حرة، إضافة إلى فضية سباقي 400 و800 م حرة، قبل أن يتفوق في بطولة العالم داخل حوض صغير في دبي مطلع 2010، فأكد أنه الأسرع في سباقه المفضل وأحرز ذهبيته، إضافة إلى فضية 400 م متنوعة وبرونزية 200 م حرة. وأمتع الملولي في هذه الدورة كل من شاهده، وسجل أرقاماً عدة مؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012 منها بشكل مباشر، وبعضها الآخر بشكل يحتاج إلى التأكيد من الاتحاد الدولي في حزيران (يونيو) المقبل. .. ويخطف الذهبية ال14 له في الدورة أحرز التونسي أسامة الملولي ذهبية سباق 200م «صدر» أمس (الخميس)، ضمن منافسات السباحة في دورة الألعاب العربية ال12 المقامة في قطر. وأنهى الملولي الذي رفع رصيده إلى 14 ذهبية السباق بزمن (2.16.53) د، وحل أمام مواطنه تقي مرابط (6,12.18) د، والمصري محمد جاد الله (2.19.67) د. فيما أحرزت اللبنانية بشروش ذهبية سباق 200م متنوعة، وقطعت بشروش المسافة بزمن مؤهل إلى الأولمبياد هو (2.17.03) د، وجاءت أمام المغربية سارة البكري (2.17.24) د «رقم مؤهل»، والتونسية سارة لجنف. والذهبية هي الرابعة لبشروش بعد 200 و400 و800 حرة، إضافة إلى برونزية 100م فراشة. وفي سباق 50م «ظهر»، أحرز الكويتي عبدالله الثويني الذهبية في (26.41) ث، وتقدم على المصري محمد حسين (26.63) ث، والمغربي أمين كوام (27.04) ث.