حمّل مجلس إدارة غرفة شركات السياحة في الأقصر في مصر، المجلس العسكري والحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع والفوضى في المدينة، مستنكراً طريقة تعاملهما مع أزمة إغلاق المنطقة السياحية المعروفة باسم «هويس إسنا» أمام السيّاح من قبل أصحاب عربات تجرها خيول. وطالب الحكومة بالتدخل سريعاً لإعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة الأقصر، ليعود تدفق السياح كما كان قبل «ثورة 25 يناير»، موضحاً أن السياحة تخسر عشرات ملايين الدولارات بسبب ما تشهده البلاد من أحداث تؤثر مباشرة في حركة السياح. وأعرب رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إلهامي الزيات عن حزنه الشديد لما وصلت إليه الأمور بعد إغلاق العمال «هويس إسنا»، ما أدى إلى احتجاز 90 فندقاً عائماً على متنها أكثر من 2500 سائح، وقال إن «قطاع السياحة تكبّد خسائر كبيرة نتيجة تلك الإضرابات ومن الخطأ الاستجابة لكل طلبات المضربين لأن هيبة الدولة تتضرر بسبب التراخي مع أحداث قطع الطرق وغيرها». وأشار إلى «عرض جدول زمني على العمّال الذين أغلقوا المنطقة لتنفيذ مطالبهم على مراحل، إلا أنهم لم يستجيبوا واستمروا في إغلاقها من دون أي اكتراث لعواقب فعلتهم». ولفت إلى أن هؤلاء العمّال يعانون أوضاعاً صعبة طيلة 30 عاماً مضت، ولا يمكن معالجة ذلك بين ليلة وضحاها، مؤكداً ضرورة تنفيذ المطالب وفق الإمكانات المتاحة. وبيّن أن شركات السياحة دفعت تعويضات وغرامات للسيّاح المحتجزين لأنها لم تنفّذ البرامج السياحية المتفق عليها، ما كبدها خسائر كبيرة فضلاً عن تشويه سمعة مصر السياحية والإضرار بالسياحة النيلية التي كانت الشركات تسعى إلى تطويرها والسياحة الثقافية. مطالب يُذكر أن العاملين، البالغ عددهم 1200 عامل موقت، أغلقوا «هويس إسنا» منذ ستة أيام مطالبين بتثبيت اليد العاملة الموقتة دفعة واحدة، فيما عرضت الحكومة تثبيتهم من خلال جدول زمني على مراحل بما تسمح به الإمكانات المالية. وأعلن عمال قنا وأسوان، الذين يعملون في وزارة الري والمنضمين إلى الإضراب، تضامنهم الكامل مع مطالب عمال إسنا، في حين هدد العمّال المحتجون بفتح قناطر إسنا وإغراق آلاف الفدادين الزراعية شمال الأقصر وغلق توربينات الكهرباء وقطع التيار الكهربائي والمياه عن ترعتي الكلابية والسباعية اللتين ترويان آلاف الفدادين الزراعية، في حال استمرار تجاهل مطالبهم. ويبلغ عدد المراكب السياحية المحتجزة شمال «الهويس» وجنوبه 90 مركباً سياحياً، في حين نقل آلاف السياح من نزلاء تلك المراكب بالحافلات لاستكمال برامجهم السياحية في مدينتي الأقصر وأسوان. خطر حقيقي وقال رئيس غرفة ووكالات السياحة في الأقصر ثروت عجمي: «هناك خطر حقيقي يهدد مستقبل السياحة في مدينة الأقصر بعد وقف شركات السياحة العالمية عمليات تسويق الأقصر وأسوان من ضمن مبيعاتها للسيّاح عقب إغلاق «هويس إسنا» لستة أيام متتالية، ومطالبتها بتعويضات مالية كبيرة نتيجة عدم التزام الشركات المصرية تنفيذ البرامج السياحية المتعاقد عليها». وأفاد بأن «هناك شركات في الأقصر هددت بوقف نشاطها وإعلان إفلاسها وتسريح كل موظفيها نتيجة عدم قدرتها على تسديد ديونها بسبب الكساد السياحي الذي أصاب المدينة عقب ثورة يناير»، مشيراً إلى أن تلك الشركات «ما إن بدأت تتعافى حتى ظهرت موجة الإضرابات وإغلاق الطرق والسكك الحديد، وأخيراً إغلاق هويس إسنا». وحذّر نائب رئيس غرفة شركات السياحة في الأقصر محمد عثمان، من «أخطار استمرار موجة قطع الطرق والسكك الحديد ووقف حركة السياحة النيلية وتأثيرها في سمعة مصر السياحية في الخارج»، مشدّداً على ضرورة فرض سيادة القانون وهيبة الدولة لضبط الأمن في كل المدن السياحية، وعلى رأسها الأقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ وتأمين الطرق البرية. وتسبّب إضراب المسعفين في الأقصر الذي بدأ صباح أمس في تعطّل رحلات البالون الطائر ومنع 640 سائحاً من المشاركة في الرحلة. وكان المسعفون قرروا تنفيذ إضراب مفتوح للمطالبة بتثبيتهم بدرجاتهم الوظيفية. وأشار الممثل العام لشركات البالون الطائر في الأقصر أحمد عبود إلى أن إجمالي عدد الشركات المتضرّرة بلغ ثماني شركات يعمل فيها نحو ألف شخص. وناشد أصحاب الشركات في الأقصر كلاً من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الطيران المدني والسياحة والاستثمار ومحافظ المدينة، بالتدخل السريع لحل المشكلة.