أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً، تزوجت من فتاة قبل سبعة أعوام وأنجبت منها طفلاً واحداً ويبلغ من العمر أربعة أعوام، وعشت خلال هذه الفترة في جو من الخلافات والسلبيات المستمرة، والتي كنت أتحملها من أجل أبنائي واعتقادي بتغيرها للأحسن وشعورها بالمسؤولية أكثر، ولكن ذلك لم يحدث، حتى قررت الانفصال عنها، وبحسب الأصول دون أن أتعرض لأي من حقوقها سواء المالية أو حضانة ابنها، بل كنت حريصاً على أن يكون الانفصال بالطرق التي تحميها، خصوصاً أنها ما زالت أُماً لابني ولها من الاحترام والتقدير ما لها، وعلى رغم علاقتي بأسرتها الجيدة واحترامي لهم دوماً، إلا أنني تعرضت من السوء للكثير بعد انفصالي عنها، وبدأت تنهال علي الرسائل غير الأخلاقية وشتائم الصغير التافه والحديث بالأكاذيب عني وإعطاء صورة سيئة عن سلوكياتي، علماً بأنني لم أسئ لأحدهم أبداً، وهم يعلمون مدى تحملي لابنتهم ودلالها ولولدها، ولم أصل إلى هذا القرار إلا بعد أن فاض الأمر بي، وحتى الآن لم تحدث مني أي ردة فعل على تلك الإهانة تقديراً لها ولابني على رغم معرفتي التامة بالإجراءات التي قد تؤذيها وتؤذي حقها في الطلاق والحضانة، مع محاسبتها عن كل مضايقات أهلها وسوئهم، ولكن فضلت أن أراسلك لأجد لديك الحل المناسب والإجراء الذي تنصحني فيه، فأرجو إفادتي. - من المؤسف أن الكثيرين يجهلون رحمة الله علينا وحقنا في الانفصال، ويجهلون القدرة على التعامل مع هذا الأمر، ولا يعلمون أن الانفصال قد يكون رحمةً للزوج أو للزوجة أو للأبناء، ولكن عليك أن تواجه الأمر بحسب أخلاقياتك ولا تضطر للنزول إلى أخلاقيات الغير، فأي سوء تراه فإنه يؤكد لك صواب موقفك وصحة قرارك، ومهما يكن فلا تنس الفضل بينكم، ولا تحاسب ضعيفاً بسبب أحمق، فما زال هناك طفل بينكما، وقوتك تكمن في أن تفعل ما تراه صوباً ولا تشغل نفسك باستجابات الآخرين، إن الذين يفتقدون إلى العقلانية سيجدون قوتهم وسعادتهم من خلال ردود أفعالك تجاههم، فأنت لست بحاجة حتى لأن تقف معهم كي تمنحهم القوة، ولكن عليك أن تجعل من كل ذلك قوةً لك، وإن كل الذين تقابلهم من على تلك الشاكلة يكسبون قوتهم من خلال استجابتك لهم، ولكي تروض مثل هؤلاء الناس، فما عليك سوى أن ترفضهم وتجيب عليهم بالصمت، فهو علاج للأحمق والسفيه.