اعتبرت الحكومة العراقية استخدام الاميركيين طائرات تجسس من دون طيار ضمن اجراءات حماية سفارتهم في بغداد: «عودة للاحتلال ولن نسمح به». وعلى رغم التطمينات التي ساقها الرئيس باراك اوباما عبر مواقع التواصل الاجتماعي من ان استخدام هذه الطائرات محدود، الا ان لجنة الامن والدفاع البرلمانية اعتبرته «تهديداً لأمن البلاد.» وكشف أحد عناصر شركة»بلاك ووتر» الامنية التي حظر عليها العمل في العراق بعد قتلها مدنيين عام 2007 أنها ما زالت تحتفظ بطيرانها المكون من اكثر من 50 مروحية داخل المنطقة الخضراء لمصلحة السفارة الاميركية وبعض المسؤولين العراقيين. وقال وكيل وزارة النقل سلمان البهادلي في تصريح الى»الحياة» ان «قوانين الطيران في بلادنا تمنع أي نشاط أمني أو عسكري. وبعدما تسلمنا كامل السيطرة على اجوائنا فان الوزارة هي الجهة المخولة منح تراخيص الطيران». وأنهى الجيش الاميركي وجوده في العراق نهاية كانون الاول(ديسمبر)الماضي. وأضاف البهادلي: « لن نوافق على وجود هذه الطائرات. ونعتبر ذلك خرقاً للاتفاق الامني وعودة للاحتلال». وحذر من ان «أي قرار سياسي في هذا الاتجاه (أي السماح للسفارة باستخدام طائرات التجسس) يمكن ان يخلق ارباكاً امنياً»، في اشارة الى تهديد بعض الفصائل المسلحة التي قاتلت الاميركيين وألقت السلاح بعد اعلان سحب آخر جندي اميركي من البلاد وتوعدت بالعودة في حال عاد الاحتلال، ومنها «لواء اليوم الموعود» التابع للتيار الصدري و»عصائب أهل الحق» بزعامة الشيخ قيس الخزعلي و»جيش المجاهدين» وجماعة»الدعوة والارشاد». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت أخيراً عن مسؤولين في الخارجية الاميركية وجود 24 طائرة مسيرة في العراق وان «لدى الوزارة برنامج طائرات من دون طيار، لكنها غير مسلحة وليست لها القدرة على التسلح»، وكشفت عن وجود»مفاوضات جارية للحصول على اذن للطائرات». وكان الرئيس باراك اوباما اكد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ان استخدام هذه الطائرات محدود و»لا ننفذ غارات جوية بالطائرات من دون طيار داخل العراق» . وقال إن «الولاياتالمتحدة تحترم سيادة كل الدول حتى وإن استخدمت الطائرات من دون طيار على حدودها». وقال نائب رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي النائب اسكندر وتوت في تصريح الى»الحياة» امس ان «استخدام هذا النوع من الطائرات «يهدد امن العراق والعاصمة». واضاف: «لن نسمح لأي طائرة بالتجسس على وزاراتنا ودوائرنا وشعبنا». وشدد على ضرورة «احترام القوانين العراقية الخاصة باستخدام الاجواء». وأعلن رئيس «الكتلة الصدرية» النائب بهاء الاعرجي في بيان أمس وجود «وثائق تؤكد ان سفارة الاحتلال (الاميركية) قدمت طلباً لاستيراد 3500 سيارة مصفحة لونها ذهبي واسود وتسلمت اكثر من 700 منها». وقال ان «هذا يعني استبدال الهامر بسيارات من نوع خاص لتقوم بالاغتيال». وزاد: «هناك معلومات تشير الى ان قوات الاحتلال تسعى إلى اثارة الفتنة بين ابناء الشعب من خلال قتل افراد من عصائب اهل الحق في مناطق ذات في مدينة الصدر لاثارة الفتنة».