نفى مصدر حكومي رفيع وجود اية علاقة بين قرب اطلاق القوات الأميركية الديبلوماسيين الإيرانيين المعتقلين وصفقة التبادل المبرمة مع «عصائب اهل الحق» التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي وتشمل اطلاق رهينة بريطانية خلال ايام. وأفاد المصدر في تصريح الى «الحياة» ان «الحديث عن اطلاق سراح ديبلوماسيين ايرانيين معتقلين لدى القوات الأميركية ليس له علاقة بالاتفاق المبرم بين الحكومة والقوات الأميركية من جهة وعصائب اهل الحق التي يتزعمها الشيخ قيس الخزعلي، والتي سيتم بموجبها اطلاق سراح 5 بريطانيين كانوا خطفوا من داخل مقر لوزارة المال العراقية عام 2007 مقابل اطلاق عدد من معتقلي التيار الصدري». وحول الخطوة المفترض تنفيذها هذا الأسبوع، والخاصة بتسليم رهينة بريطانية مقابل معتقلين من اتباع الصدر، قال المصدر ان «هذه الخطوة تأخرت قليلاً بسبب تسريبات اعلامية اثارت انزعاج القوات الأميركية التي أخّرت بدورها اطلاق معتقلي الصدر، لكن من المتوقع تنفيذ هذه المرحلة من الصفقة قبل نهاية الأسبوع الجاري». وكان مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني كاظم جلالي اعلن في تصريحات صحافية اول من امس انه سيتم الإفراج قريباً عن الديبلوماسيين الإيرانيين المحتجزين لدى القوات الأميركية في اطار الاتفاق الأمني العراقي - الأميركي. وأشار جلالي في تصريح نقلته وكالة «مهر» الإيرانية الى ان هذا الإجراء يأتي اثر تنفيذ البند الخاص بانسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية استناداً الى الاتفاق الأمني الموقع بين البلدين. وقال «ان احد بنود هذا الاتفاق يقضي بتسليم 20 الف معتقل عراقي وغير عراقي تحتجزهم القوات الأميركية الى الحكومة العراقية». وأوضح جلالي ان الديبلوماسيين الإيرانيين جزء من هؤلاء المعتقلين، مضيفاً ان «القوات الأميركية ستسلم المعتقلين الى الحكومة العراقية في الأيام المقبلة، وعلى ضوء ذلك ستتم متابعة الديبلوماسيين الإيرانيين لاستلامهم من العراق». وربط مراقبون بين التصريح الإيراني والصفقة التي ابرمت بين القوات الأميركية والعراقية من جهة ومجموعة «عصائب اهل الحق»، التي تؤكد الولاياتالمتحدة ان ايران تمولها، لإطلاق سراح مخطوفين بريطانيين. يذكر ان ايران اعلنت في وقت سابق عن تذمرها من تباطؤ العراق في اطلاق سراح ديبلوماسيها الذين اعتقلوا في اربيل (شمال) على يد القوات الأميركية. من جهتها ذكرت مصادر «عصائب اهل الحق» في اتصال مع «الحياة» استمرار «برنامج التبادل» وأمل «بإطلاق عدد من الصدريين وقادة منظمتنا خلال هذا الأسبوع، بينهم الشيخ مؤيد الأسدي احد قادة جيش المهدي في الناصرية ابان الانتفاضة ضد قوات الاحتلال عام 2004 ، وعلي اللامي المدير التنفيذي لهيئة اجتثاث البعث، وحسن سالم والحاج شبل وعلي داقوق (لبناني)». وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت مجموعة «كتائب حزب الله – العراق» التي كانت ترتبط تنظيمياً وفكرياً ب «عصائب اهل الحق» منظمة ارهابية، وجمدت وزارة الخزانة الأميركية اصول هذا التنظيم. وردت «الكتائب» في بيان اكدت فيه ان «القرار الأميركي دليل على اننا نسير في الطريق الصحيح». وأوضحت ان الخطوة الأميركية «مدعاة للفخر بأن يوضع أبناء كتائب حزب الله على القائمة التي تخيف الاحتلال وتؤرقه وتزرع الرعب في قلبه».