لم تقف الإعاقة عائقاً أمام 15 مشاركاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في إثبات قدراتهم على الإبداع في مجالات مختلفة، وذلك ما أثبتوه فعلاً في معرض «شاركوني إبداعي» ل «ذوي الاحتياجات الخاصة»، والذي أقيم في جدة أول من أمس. وأوضحت صاحبة فكرة المعرض المهندسة لينا حجار ل «الحياة» أن المعرض هو امتداد للحملة الإعلامية «سهل لي حياتي»، وأن الهدف الأساسي منه هو إطلاق مواهب ذوي القدرات الخاصة وإظهارها للمجتمع وتغيير نظرة المتجمع لهذه الفئة و إثبات مقدرتهم على الانخراط داخل المجتمع. وأشارت حجار إلى أن عدد المشاركين في المعرض هذا العام من ذوي الاحتياجات الخاصة هو 15 مشاركاً من مختلف الفئات، سواء كانت إعاقة سمعية أو بصرية أو حركية أو ذهنية أو من متلازمة «داون». ولفتت حجار إلى أن المعرض هذا العام يقوم بدعم من إدارة برنامج المسؤولية الاجتماعية في غرفة جدة، وكان من أبرز زوار المعرض هذا العام هم رئيس الغرفة التجارية في جدة صالح كامل ونائبه مازن بترجي ومستشارة وزير العمل الدكتورة ميرفت طاشكندي و المدير العام لصندوق الموارد البشرية في مكةالمكرمة هشام لنجاوي، ومدير مكتب العمل في محافظة جدة عبدالقادر الغامدي. وأضافت: «أبرز ما تضمن المعرض من فعاليات هذا العام هو التحديات التي تقام بين ذوي القدرات الخاصة، وأشخاص سليمين التي تمثلت في تجربة الكرسي المتحرك، واستخدام عصا المكفوفين والسير بها، وعرض للكثير من الحرف و المشغولات اليدوية التي قام بها ذوو القدرات الخاصة، وعرض لعددٍ من التصاميم التي قاموا بها». وتضمن المعرض فقرات استعراضية على الكرسي المتحرك قام بها الأخوان ميسر وراكان العليمي ومسرحية للمكفوفين لمجموعة من المكفوفين من تأليفهم و إخراجهم وفعالية «لو كنت مكاني» وفعاليات الفن التشكيلي «وصل صوتك». وبرز من ضمن المشاركين في المعرض، خبير و مترجم لغة الإشارة الدولية وعضو اللجنة السعودية لخبراء مترجمي لغة الإشارة صلاح المالكي وهو من ذوي القدرات الخاصة الذي جاء خصيصاً من الرياض لحضور المعرض، مبدياً إعجابه به، وأن سبب زيارته للمعرض هو تقديم الدعم المعنوي لهذه الفئة، وإثبات مقدرتهم في العمل كأشخاص قادرين على العطاء. وكان لافتاً مشاركة بطل المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة في «البولينج» الحاصل على المركز الثالث في بطولة العالم الأولمبية ل «البولينج» فهد الرميح، وفاروق عباسي وهو مهندس كهربائي من ذوي القدرات الخاصة والحاصل على عدد من الدبلومات في التخطيط المدني ومصمم معماري ومصمم شعارات، والذي أكد مقدرة الصم في الانخراط داخل المجتمع والقيام بأعمال عدة قد يتفوقون بها على الأشخاص الطبيعيين. والتقت «الحياة» على هامش المعرض بالداعية الدكتور أحمد الحبشي الذي أبدى إعجابه بفكرة المشروع، مؤكداً أن مثل هذه المعارض تعطي هذه الفئة شعوراً بأن لهم وجوداً مهماً في المجتمع، وتبرز لمن حولهم أن لهم المقدرة في العمل والعيش في المجتمع كأشخاص عاديين. واتفق مقدما البرامج الكوميدية على الإنترنت عمر حسين وفهد البتيري، اللذان حضرا لدعم المعرض على أهمية هذه الفئة، وأهمية تقديم الدعم لهم و إثبات وجودهم في المجتمع، فيما كشف عمر حسين عن نيته إدخال ترجمة للصم في برنامجه على شبكة الإنترنت.