فقد الرضيع السوري محمود ادلبي الذي انتشر الجمعة شريط مصور لإنقاذه من تحت الركام في مدينة حلب بشمال سورية، والده وشقيقته الكبرى في القصف الجوي الذي استهدف منزلهم قبل نحو شهر، بحسب ما أفادت والدته "فرانس برس" السبت. وكان فريق الإنقاذ عرض الجمعة على حسابه الخاص على موقع "تويتر"، شريطاً مصوراً يظهر إنقاذ محمود من تحت الركام. وفي حين أن تعريف الشريط أشار إلى أن من تم إنقاذه هو "طفلة"، تبيّن أن الرضيع هو طفل ذكر. ولاقى الشريط انتشاراً واسعاً على "يوتيوب" ومختلف مواقع التواصل. وقالت الوالدة التي قدمت نفسها باسم "ام محمود"، "في صباح 18 حزيران (يونيو)، كنا نائمين في المنزل. فجأة سمعت دويا قويا وغبت عن الوعي، ولم أصح إلاّ في المستشفى" الذي نقلها اليه عناصر من "الدفاع المدني في حلب"، وهو فريق من المتطوعين يتولى اسعاف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ثاني كبرى مدن سورية. واضافت الوالدة التي اتشحت باللباس الأسود وغطت رأسها بحجاب، ان طفلها الذي لم يتجاوز الشهرين من العمر، "فقد والده وشقيقته" الكبرى، في القصف الذي دمر منزل العائلة في حي الانصاري (جنوب). وقال ناشطون ان القصف نفذته طائرات مروحية تابعة للنظام السوري، عبر القاء برميلين متفجرين على المبنى السكني. وبحسب الدفاع المدني، قتل ثلاثة اشخاص آخرين في القصف. وتحدثت الوالدة الى "فرانس برس" من منزل شقيقتها في حي المشهد في حلب. وجلست "أم محمود"، النحيلة ذات البشرة السمراء والعينين السوداوين، على الارض بجانب طفلها الممدد في كرسي للأطفال. وقالت بتأثر انها وطفلها، وهما الوحيدان المتبقيان من العائلة، باتا حاليا بلا معيل "وبحاجة ماسة للمساعدة"، مشيرة الى ان منزلها دمر بالكامل. وقال المسعف خالد الذي نفذ عملية الانقاذ، ل"فرانس برس" ان عناصر الدفاع المدني قاموا بداية بإنقاذ ثلاثة رجال وثلاث نساء من تحت الركام، اثر القصف الذي حصل في الصباح الباكر. واشار الى ان المسعفين لم يسمعوا بكاء الرضيع سوى مطلع بعد الظهر. وأضاف "بقينا نعمل حتى الساعة 20.30 مساء، والحمد لله نجحنا في إزالة الأسقف من فوقه، وكان الولد لا يزال على قيد الحياة، ولم يصب بجروح". وتابع: "كان شعوراً لا يوصف. الطفل أمضى ساعات طويلة تحت الانقاض (...) هذه معجزة". وكان الشريط الذي عرض الجمعة أظهر خالد وهو يحاول سحب رأس صغير من بين الأنقاض. ويسمع بعدها بكاء طفل قبل أن ينجح المسعف في النهاية في سحب الجسم الصغير من بين الأنقاض وهو مغطى بالغبار على وقع ارتفاع هتافات "الله اكبر".