بلغ فريق الهلال نهائي كأس ولي العهد للمرة الخامسة على التوالي، بعد أن تغلب على ضيفه الاتحاد بهدفين من دون رد، وجاء الانتصار «الأزرق» بأقدام كل من الكوري بيونغ سو، والبديل نواف العابد، وينتظر الهلال الطرف الثاني في النهائي إذ سيكون إما الأهلي أو الاتفاق، ليتكرر نهائي عام 2008 أو 2010. جاءت البداية حذرة من الفريقين، وانحصر الأداء في الدقائق العشر الأولى في وسط الميدان، وشهدت منطقة المناورة وجوداً كثيفاً من لاعبي الفريقين، واعتمد مدرب الهلال الألماني هيكو بونان على الخماسي، القرني، وسالم الدوسري، والفرج، والشلهوب، وعبدالعزيز الدوسري في منتصف الملعب رغبة في كسب معركة الوسط، وفي الهجوم الكوري الجنوبي لي بيونغ سو، فيما عمد مدرب الاتحاد السلوفيني ماتياس كيك على اللعب بالرباعي كريري، وأبو سبعان، والنمري، وباولو جورج في متوسط الميدان، والكنغولي أندوما، وهزازي في الهجوم، ومع مرور الدقائق بدأ أصحاب الضيافة في بسط سيطرتهم الميدانية على مجريات النزال بفعل تألق الشلهوب وتوهج عبدالعزيز الدوسري، ساعدهم في ذلك التراجع المبالغ فيه من لاعبي الاتحاد لمناطقهم الخلفية رغبة في دعم الدفاع والحفاظ على الشباك الصفراء. وأشعل أصحاب الضيافة مدرجاتهم الزرقاء بالهدف الأول الذي جاء بعد تمريرة خاطئة من نايف هزازي للشلهوب الذي مررها بدوره ذكية للمبدع عبدالعزيز الدوسري تجاوز مشعل السعيد بفاصل مهاري من أعلى طراز وسددها أرضية زاحفة فشل زايد في التصدي لها لتصطدم بالقائم ويكملها لي بيونغ سو في الشباك محرزاً الهدف الأول لفريقه الهلال وسط حسرة مدافعي الضيوف (13). وحاول فريق الاتحاد تنظيم صفوفه بعد الهدف وتنفيذ بعض الغارات الهجومية رغبة في إدراك التعادل، ولكن الهجمات لم تكن مركزة وظهر افتقاد الفريق لصانع الألعاب الذي يمرر كرة الهدف، وعانى الثنائي هزازي وأندوما من قلة الإمداد ما اضطرهما للتراجع بحثاً عن الكرة، ما أفقد الهجوم الاتحادي الكثير من قوته وهيبته، وتلقى الزوري أول بطاقة صفراء في اللقاء (19)، وانتظر الضيوف حتى (23) ليهددوا مرمى أصحاب الضيافة بأول فرصة حقيقية بعد عكسية مشعل السعيد التي انبرى لها هزازي برأسية إلى جوار القائم الهلالي، وكاد فابريس أندوما أن يهز الشباك الزرقاء بهدف التعادل مستفيداً من تمريرة هزازي التي واجه بها المرمى وطوح بها فوق العارضة الهلالية (28)، وتعرض هزازي لإصابة قوية لم تمكنه من إكمال النزال ليترك الملعب حزيناً ويدخل اللاعب الجديد أحمد أبو عبيد بديلاً عنه (39). وانسل سالم الدوسري بكرة خطرة في منطقة الجزاء الاتحادية، وقبل التسديد تدخل المدافع أسامة المولد وأنقذ الموقف في آخر لحظة (42)، وتحصل الكوري لي بيونغ سو على خطأ خطر على مشارف منطقة جزاء الضيوف بعد إعاقة المولد نفذه الشلهوب في حائط الصد إلى ركلة ركنية لم يستفد منها الفريق، كآخر فرص الفريقين في الشوط الأول، ليعلن بعدها الحكم الروماني لكساندرو دان تودور عن نهاية أحداث الشوط الأول بتقدم الهلال بهدف من دون مقابل لفريق الاتحاد. ومع بداية الشوط الثاني، خسر الهلال جهود لاعبه الموهوب عبدالعزيز الدوسري الذي خرج مصاباً ودخل العابد بدلاً منه (47)، وهاجم الاتحاد باكراً على أمل العودة للقاء، وأهدر أندوما أخطر الفرص الصفراء بعد عكسية هزازي المتقنة التي صوبها برأسه قوية أبدع الحارس المتألق حسن العتيبي في إبعادها إلى ركلة ركنية (53). وأشرك السلوفيني كيك عمر الخضري بدلاً من النمري رغبة في زيادة الكثافة الهجومية وإعطائها مزيداً من الحيوية والفاعلية (62). ونجح العابد في إحراز الهدف الثاني لمصلحة فريقه وتوسيع الفارق بعدما تلقى تمريرة جانبية من سالم الدوسري على طريقة الكبار واجه بها الحارس مبروك زايد وسددها قوية في مرماه، مسجلاً الهدف الهلالي الثاني الذي ألهب هدير المدرجات الزرقاء وحولها إلى موجات صاخبة من أهازيج الفرح (70)، وكاد الشلهوب يضاعف النتيجة ويزيد من معاناة الضيوف بالهدف الثالث من خلال الانفرادية التي ضرب بها مصيدة التسلل وواجه زايد، ولكنه تباطأ في التسديد ليمسكها الحارس الاتحادي في آخر لحظة (75). وأبدع العابد في تجاوز أبو سبعان بكرة كوبري ليطرحه أرضاً ويدهس على ظهره في حركة منافية للروح الرياضية (76)، وزج مدرب الهلال هيكو بونان بورقة اللاعب أحمد الفريدي بدلاً من المتألق دائماً الشلهوب (78)، فيما دفع مدرب الاتحاد كيك بآخر أوراقه الفنية عندما أشرك الصقري وسحب المرهق أندوما، وانتهت تغييرات الفريقين بنزول المحياني بدلاً من الكوري لي بيونغ سو (82)، ودانت السيطرة في الدقائق الأخيرة لمصلحة أصحاب الضيافة الذين امتلكوا زمام اللعب تماماً وتحكموا في مجريات اللقاء كما أرادوا وسط ضياع تام وتفكك عام من لاعبي الاتحاد الذين رفعوا راية الاستسلام تماماً، مقتنعين بالخسارة والخروج من البطولة الغالية.