صعق الهلال منافسه التقليدي النصر بأربعة أهداف في مقابل هدف، وتأهل إلى نصف نهائي كأس ولي العهد في مباراة شهدت قمة الإثارة والندية، فيما تأهل الاتحاد للدور ذاته على حساب ضيفه الفيصلي بهدف من دون رد، وبذلك يلتقي الهلال والاتحاد في نصف النهائي يوم الجمعة المقبل على ملعب الأول. الهلال - النصر جاءت البداية قوية وعاصفة من فريق الهلال، الذي نجح في السيطرة على الدقائق الأولى من اللقاء، وحاصر النصر في مناطقه الخلفية، ساعده في ذلك سرعة أداء لاعبيه ودقة تمريراتهم، وسرعة تحركهم بكرة ومن دون كرة، ليترجم الكوري الجنوبي لي بيونغ سو تفوق فريقه الميداني الواضح عبر إحراز الهدف الأول، مستغلاً تمريرة الشلهوب الذكية، التي أخطأ المدافع عمر هوساوي في تشتيتها، وتباطأ قبل سقوطه أرضاً ليكملها بيونغ في المرمى النصراوي كهدف أول لمصلحة فريقه (4). وحاول النصر تنظيم صفوفه وتنفيذ بعض الغارات الهجومية رغبة في إدراك التعادل، ولكن سرعة التمريرات الهلالية واللعب من لمسة واحدة منحا أفضلية الميدان لمصلحة أصحاب القمصان الزرقاء، وتجلى الشلهوب بخبرته العريضة في متوسط الميدان وقدم أداءً لافتاً، وتألق عبدالعزيز الدوسري والعابد وسالم الدوسري وكانوا نجوماً فوق العادة وسط ربكة الوسط النصراوي الذي ظهر فيه اللاعب الجديد خالد عزيز ثقيلاً وضياع غالب وعبدالغني والزيلعي وكثرة أخطائهم التي زادها سوء أداء المدافع المهزوز عمر هوساوي، ليتحصل لي بيونغ سو على كرة من الجهة اليسرى ويتوغل بها داخل منطقة الجزاء النصراوية ويعكسها أرضية خطرة أبعدها محمد عيد في آخر لحظة إلى ركلة ركنية (17)، وكاد السهلاوي يرسم البهجة على محيا المدرج الأصفر بعد عكسية برناوي التي انبرى لها برأسية إلى جوار القائم (20). وكرر هوساوي النصر أخطاءه الفادحة في اللقاء ومرر كرة قصيرة للحارس راضي خطفها قبله عبدالعزيز الدوسري وتجاوزه بلمحة فنية ليتعرض إلى إعاقة صريحة من راضي لم يتردد الحكم في احتسابها ركلة جزاء للهلال نفذها الشلهوب بمهارة فائقة في الشباك الصفراء كهدف ثان للأزرق (22)، ولم يترك المبدع الهلالي عبدالعزيز الدوسري الفرصة لمنافسهم في التقاط الأنفاس بعد أن أحرز الهدف الثالث سريعاً مستفيداً من جملة الأخطاء التي قصمت ظهر النصر وهذه المرة من راضي الذي مرر كرة بطريقة غير سليمة في منتصف ملعب فريقه للشلهوب الذي جهزها للدوسري وبدوره تلاعب بالدفاع النصراوي وسدد بهدوء في المرمى الأصفر على رغم المحاولات المستميتة من راضي ليفجر شلالات الفرح في المدرج الأزرق (23). وبرزت بعض المحاولات الفردية من لاعبي النصر بعد الأهداف الثلاثة، وسدد بينو كرة قوية في أحضان حسن العتيبي (25)، وكاد العابد يزيد الجراح الصفراء بإحراز الهدف الرابع بعد تمريرة ولا أروع من العابد واجه بها المرمى وصوبها أرضية زاحفة أبعدها راضي بصعوبة عن مرماه منقذاً فريقه من هدف محقق (37)، . واستهل مدرب النصر الكولمبي ماتورانا الشوط الثاني بتغييرين دفعة واحدة، عندما زج بالمهاجم كيم بيونغ وشراحيلي بدلاً من الزيلعي وعزيز، رغبة في تنشيط النواحي الهجومية وإعطائها مزيداً من القوة والفاعلية، إلا أن مهاجم الهلال الكوري لي بيونغ سو كان له رأي آخر بعد أن زاد الأوجاع النصراوية بإحرازه الهدف الرابع، مستغلاً تمريرة الشلهوب التي وضعها في المرمى لحظة خروج راضي (49)، وتمكن السهلاوي من تقليص الفارق بتسجيله الهدف الأول لفريقه، بعد تسديدة الكوري كيم التي اصطدمت بسالم الدوسري ووجدها السهلاوي على طبق من ذهب أمام مرمى العتيبي، وسددها مباشرة في الشباك هدفاً أعاد بعض الثقة المفقودة للاعبي النصر (59). وأطلق عبدالعزيز الدوسري قذيفة في يد راضي (63)، ثم أشرك ماتورانا آخر أوراقه الفنية أحمد عباس بدلاً من غالب، وكرر راضي الأخطاء النصراوية في اللقاء، وسدد كرة خطرة في جسم سالم الدوسري لتخرج إلى ركلة مرمى (69)، وتحرك مدرب الهلال الألماني بونان وأجرى تغييرين دفعة واحدة، إذ أشرك المحياني والزوري بدلاً من العابد والشلهوب (74)، وهدأت أحداث اللقاء في الربع ساعة الأخيرة وغابت الخطورة الحقيقية من الفريقين، ولم يحرك المدرجات سوى نزول مهاجم الهلال الجديد سعد الحارثي بدلاً من الكوري لي بيونغ سو (83). الاتحاد - الفيصلي استحوذ الاتحاد على مجريات اللعب باكراً بشكل تام، إذ امتلك زمام المبادرة ولعب بطريقة فنية مختلفة معتمداً مدربه السلوفيني على النهج الهجومي، ما منح الأفضلية لأصحاب الأرض، إلا أن نظيره الكرواتي زلانكوفيتش عمد إلى التحصينات الدفاعية، وفرض الرقابة اللصيقة على مهاجميه فابرياس أندوما ونايف هزازي، وامتازت دفاعات الفيصلي بالتنظيم بوجود عقيل بالغيث وعبدالله دوش. وكادت هجمة السوري وائل عيان تسفر عن هدف للفيصلي، اذ اخترق بشكل جيد ومرر كرة أمام مرمى الاتحاد إلا أن مشعل السعيد نجح في إبعادها. ولجأ الاتحاديون إلى التصويب عن بُعد لاختراق تحصينات الفيصلي، وسدد البرازيلي جيرالد ويندل كرة قوية اعتلت العارضة لمرمى تيسير آل نتيف (27)، وبعدها نشط اللاعب الكونغولي فابرياس أندوما وشكلت تحركاته خطورة على مرمى الفريق الضيف، وزج مدرب الاتحاد باللاعب هتان باهبري عوضاً عن سلطان النمري المصاب، وأضاع جيرالد ويندل هدفاً مؤكداً بعد تلقيه تمريرة هتان باهبري (36). ولم تمنح الأفضلية التي كان عليها لاعبو الاتحاد طوال هذا الشوط في الخروج بهدف على الأقل، أسهم في ذلك البطء في صناعة الهجمة والقدرة على إنهاء الفرص المتاحة داخل شباك الفريق المنافس، وتهيأت فرصة ثمينة للاتحاد، اذ نفذ البرتغالي باولو جورج ركلة زاوية وصلت لرأس نايف هزازي مرت من فوق العارضة (45). ومع مطلع الشوط الثاني، لم يقدم الفريقان أداءً مأمولاً وانحصر اللعب في منتصف الملعب، وكثفا عددياً منطقة المناورة، وبدا الحذر من الجانبين خشية ولوج هدف في مرمى أحدهما، وأخفق جيرالد ويندل في تسجيل هدف للاتحاد من كرة ثابتة، إذ لم يجد تنفيذها (54)، وأهدر الأردني عامر ديب فرصة هدف للفيصلي، بعد أن سدد كرة في غفلة من دفاعات الاتحاد اصطدمت بالقائم الأيمن (58)، وسرعان ما جاء الرد الاتحادي بعدما قاد فابرياس أندوما هجمة وصلت لويندل الذي تعرض لإعاقة احتسبها الحكم محمد الهويش ركلة جزاء، أضاعها ويندل بعد أن تكفل القائم الأيمن لمرمى آل نتيف بالتصدي لها (60)، وأهدر ذات اللاعب فرصة سانحة بعد أن لعب رأسية عالياً (65)، وشهدت بعدها مجريات المباراة هجمات اتحادية متوالية بحثاً عن هدف، وتمكن محمد أبو سبعان من تسجيل الهدف الأول للاتحاد إثر تمريرات بينية عدة كانت اللمسة قبل الأخيرة من الهزازي (74).