جنيف - أ ف ب - يطوي الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز الذي طاولته اتهامات بالفساد في أفريقيا، صفحة من تاريخه بمغادرة مديره التنفيذي الفرنسي ميشال كازاتشين الذي أثارت علاقته بزوجة الرئيس نيكولا ساركوزي جدلاً في الإعلام الفرنسي. وأسف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه لذلك، مشيداً «بالعمل اللافت» الذي قام به كازاتشين لمّا ترأس الصندوق. وانتخب كازاتشين، وهو بروفسور وطبيب وخبير عالمي في المسائل الصحية، مديراً تنفيذياً للصندوق في شباط (فبراير) 2007. وفي أوائل عام 2011 مدّدت ولايته 3 سنوات إضافية. لكن الشهور الأخيرة كانت صعبة على الصندوق الذي شوِّهت صورته، من خلال اتهامه باختلاس المعونات المالية في بلدان أفريقية عدة، وكذلك في الصين حيث جمّد الصندوق معوناته المالية موقتاً في أيار (مايو) 2011. ودفعت هذه الاتهامات بعض البلدان المانحة، مثل ألمانيا والسويد، إلى تعليق مساهماتها، ما أجبر الصندوق على التحرك. فقال كازاتشين إن الصندوق «لا يتساهل على الإطلاق مع الفساد»، فيما أفاد الصندوق من غانا باعتماد «خطة تحول عالمية بهدف تحسين المراقبة الائتمانية». لكن الفضيحة عادت وانتشرت في فرنسا في الأسابيع الأخيرة. وفي مطلع كانون الثاني (يناير) الجاري، أكدت المجلة الأسبوعية الفرنسية «ماريان» أن الصندوق أنفق «مبالغ كبيرة على الأعمال الخيرية» التي قامت بها زوجة الرئيس الفرنسي وسفيرة الصندوق كارلا بروني - ساركوزي و «وكالات عدة يملكها أحد أصدقائها المقربين». لكن الصندوق نفى هذه الاتهامات، معتبراً أن «الدعم الذي قدمه إلى صفحة من صفحات موقع بروني والتكاليف الخاصة بتنقلات هذه الأخيرة في إطار أنشطة الصندوق، كانت مراعية للقواعد والإجراءات الصارمة» التي يتبعها الصندوق. وقال رئيس مجلس إدارة الصندوق سيمون بلاند: «أنفي رسمياً المعلومات التي نشرت على موقع جريدة «ليبيراسيون» الفرنسي والتي تفيد بأن كازاتشين سيستقيل بسبب شكوك حول علاقته بكارلا بروني». وعلى رغم النفي المتكرر، أعلن كازاتشين، الثلثاء الماضي، أنه يفضل مغادرة الصندوق الذي خصص منذ إنشائه 22,6 بليون دولار لدعم برامج عدة في 150 بلداً. وكتب في رسالة وجهها إلى فريق العمل والشركاء والأصدقاء «في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قرر مجلس الإدارة تعيين مدير عام يشرف على تنفيذ خطة التحول المدعومة». وأضاف: «أحترم هذا القرار، لكنني ومع الحفاظ على التزام كامل تجاه الصندوق ومهمته، ارتأيت أنه لا يمكنني في ظل هذه الظروف أن أبقى في منصبي كمدير تنفيذي». ويغادر كازاتشين منصبه في 16 آذار (مارس) المقبل، قبيل تولي غابرييل خاراميلو منصب المدير العام في الأول من شباط. وأعلن القيمون على الصندوق أن «خاراميلو الذي كان رئيس بنك «سوفرين» ومديره العام، يتمتع بأكثر من 35 سنة من الخبرة في مناصب رفيعة في قطاع المال». وتابعوا أن خاراميلو الذي ستدوم ولايته 12 شهراً «هو في رأي الجميع قائد ورئيس لا مثيل له ونزيه جداً».