أجبرت موجة الغبار، المُقبلة من العراق، سكان المنطقة الشرقية على اللجوء إلى المجمعات التجارية المُغلقة، بدل التنزه في الأماكن المفتوحة. ولم تمنع الموجة، التي بدأت منتصف الأسبوع الماضي، البحارة من ممارسة الصيد. فيما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، «استمرار الغبار حتى الخميس المقبل، فيما ستتراوح درجات الحرارة بين 44 و46 درجة مئوية». واعتبرت المديرية العامة للشؤون الصحية عدد الحالات الواردة إلى أقسام الطوارئ ضمن «المعدلات الطبيعية في مثل هذه الأجواء». وقال الناطق الإعلامي في «الأرصاد» حسين القحطاني: «إن الأجواء السعودية تقع تحت تأثير الرياح المقبلة من الشمال، التي تشهد أجواء مُغبرة، تُعد امتداداً لأجواء العراق»، مضيفاً أن «الرياح الشمالية حملت معها الغبار، إضافة إلى إثارتها الأتربة في صحراء النفوذ والدهناء، في طريقها إلى مناطق المملكة، وبخاصة الشرقية منها». وبين أن درجات الحرارة «شهدت انخفاضاً، بمعدل درجتين إلى ثلاث»، معتبراً انخفاضها مع وجود الغبار «أمراً طبيعياً». وتوقع موقع «الإرصاد» أن يبقى الجو اليوم (الثلثاء) «تحت تأثير العوالق الترابية على مناطق شرق المملكة». ولفت القحطاني إلى أن «مسؤولية الرئاسة تكمن في رصد حال الجو، وإطلاع الجهات المعنية بآخر التطورات لاتخاذ اللازم من جانبها». ولم يمنع الغبار الصيادين من النزول إلى البحر. وذكر الناطق الإعلامي في حرس الحدود العقيد محمد الغامدي، أن «حركة السفن لم تتأثر بموجة الغبار. كما لم نتلق من الرئاسة العامة للأرصاد، أي تحذيرات تمنع الإبحار». إلا أن ذلك لم يمنع الغامدي من التأكيد على الصيادين بضرورة «أخذ تقريرين يومياً عن آخر الأخبار، في حال مكثوا في البحر أكثر من يومين، إضافة إلى أخذ إحاطة المراكز بأوقات خروجهم إلى البحر». إلى ذلك، ذكرت مصادر في «صحة الشرقية» أن «معدلات زيارة أقسام الطوارئ في المستشفيات من الحالات المتأثرة بالغبار، كانت في الحدود الطبيعية، وقد تمكنت الأقسام من استيعاب المرضى». وأشار إلى أن الأقسام ترفع إحصاءاتها في «وقت متأخر، أي بعد مرور 24 ساعة من بدء الدوام» مما حال دون تحديد عدد المراجعين أمس. وحذر اختصاصيون من التعرض إلى الغبار في شكل مباشر، ناصحين ب«لبس كمامات، وإحكام إغلاق النوافذ والأبواب، وبخاصة الأسر التي تضم مصابين بأمراض تنفسية». ويعد وجود الغبار في الهواء أحد أنواع التلوث الطبيعي، ويسبب وجود أتربة ناعمة في الهواء «أمراض الجهاز النفسي، من حساسية والتهابات جلدية وعينية وأنف».