واشنطن، نيروبي - أ ف ب - اكد الرئيس الاميركي بارك اوباما الاربعاء ان قوات اميركية خاصة نفذت عملية جريئة فجر الاربعاء في الصومال حررت خلالها رهينتين، احداهما موظفة اغاثة اميركية والآخر دنماركي. وقال اوباما في بيان اصدره البيت الابيض: «لن تقبل الولاياتالمتحدة بخطف رعاياها، ولن تألو جهداً لضمان امن مواطنينا وإحضار خاطفيهم للعدالة». وتابع: «انها رسالة اخرى للعالم بأن الولاياتالمتحدة الاميركية ستقف بقوة في مواجهة اي تهديدات لشعبنا». وقال أوباما انه امر شخصياً بالعملية الاثنين لانقاذ جيسيكا بوكانان (أميركية) التي خطفت الى جانب بول تيستيد الدنماركي وكانا يعملان مع منظمة دنماركية لمساعدة اللاجئين ونزع الألغام. ووفق مسؤول محلي صومالي، فقد تم انقاذ الرهينتين من دون ان يلحق بهما اذى بعد توغل مفاجئ لفرق كوماندوس اميركية حملتها مروحيات إلى منطقة نائية في وسط الصومال وخاض افرادها قتالاً مع الخاطفين حيث قتلوا ثمانية منهم على الاقل. ولم يقل بيان البيت الابيض ما اذا كان اي من الجنود الاميركيين أُصيب في العملية. وبدا ان اوباما ألمح الى العملية قبل الخطاب عن حال الاتحاد الذي ألقاه في وقت متأخر الثلثاء، حينما قال لوزير دفاعه ليون بانيتا: «أداء طيب الليلة. أداء طيب». ولم يحدد البيت الابيض اي مجموعة من القوات الخاصة كانت وراء عملية الاربعاء في الصومال، غير ان مصدراً امنياً اقليمياً قال ان قوات «سيلز» التابعة للبحرية هي التي نفذتها، وهي القوات نفسها التي نفذت عملية قتل بن لادن. وكان مسؤول الامن في مقديشو محمد نور أعلن ان «قوات عسكرية قامت بتحرير العاملين في المجموعة الدنماركية لنزع الألغام». وأضاف انه تلقى «معلومات مفادها ان ست مروحيات شنّت هجوماً» فجر الاربعاء وأكد ان «جنوداً اميركيين» نفذوا العملية التي جرت في مكان معزول في منطقة هوبيو وسط البلاد. وأوضحت شبكة «أن بي سي» التلفزيونية الاميركية نقلاً عن مسؤولين اميركيين لم تكشف هوياتهم، ان اثنتين من فرق النخبة في القوات البحرية شنتا العملية. وكان الدنماركي بول ثيستد (60 عاماً) والاميركية جيسيكا بوشانان (32 عاماً) العاملان لدى المجموعة الدنماركية لنزع الألغام، وهي احدى وحدات المركز الدنماركي للاجئين، خطفا في 25 تشرين الاول (اكتوبر) في غالكايو في منطقة غالمودوغ (وسط) التي اعلنت حكماً ذاتياً من جانب واحد. وأكد المجلس الدنماركي للاجئين في بيان «الإفراج عن جيسيكا بوشانان وبول هاغن ثيستد في وقت سابق من النهار خلال عملية في الصومال». وأضاف ان الرهينتين «سيلتقيان عائلتيهما قريباً»، موضحاً انهما سالمان وفي مكان آمن. وقال عبدالوالي المسؤول الاداري المحلي: «جمعنا جثث ثمانية قراصنة من المكان الذي وقع فيه الهجوم، وتبلغنا باعتقال خمسة آخرين». وأضاف: «يبدو ان جنوداً محترفين نفذوها لأنها استغرقت اقل من ساعة». وذكر شهود ان جنوداً اجانب سيطروا على مطار غالكايو خلال الهجوم بعدما هبطت فيه بعض المروحيات. من جهة أخرى، ذكرت منظمة «اكوتيرا انترناشيونال» الحقوقية أمس ان الاجنبي الذي خطف السبت الماضي وسط الصومال هو صحافي وكاتب اميركي يدعى مايكل سكوت مور. وأضافت ان عصابة من القراصنة الصوماليين خطفت السبت مور في الطريق الى مطار غلكايو واقتادته الى منطقة نائية في الأحراش. وقالت «اكوتيرا» في بيان لها ان «المفاوضات من جانب كبار العشائر الصومالية في قضية الرهينة مور لم تؤد الى الإفراج غير المشروط الفوري عنه كما كان يتوقع». وأضافت ان مور يحتجز الى جانب رهينتين آخرين من اسرائيل وسيشيل خطفا من على متن زورق سريع يرفع علم سيشيل. يشار الى ان الرهينتين الاميركية بوشانان والدنماركي ثيستد اللذين حررا الأربعاء كانا خطفا من المنطقة نفسها. على صعيد آخر، أعلنت الاممالمتحدة اعادة فتح مكتبها في مقديشو الثلثاء بعد غياب دام 17 سنة. وأعلنت اغوستين ماهيغا ممثلة الاممالمتحدة في الصومال ان «وجودنا في مقديشو سيمكننا من العمل في شكل وثيق مع المؤسسات الانتقالية الفيديرالية ووكالات الاممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية الموجودة هنا والمجتمع المدني والصوماليين العاديين».