بيروت - ا ف ب - دعا المجلس الوطني السوري في رسالة مفتوحة الى الشعب اللبناني الاربعاء الى "طي الصفحات السود" في العلاقات بين البلدين، محملاً "النظام الدكتاتوري" في سورية مسؤوليتها، والى علاقات على أساس "السيادة والمساواة" بين الدولتين. وقال المجلس في الرسالة: "مع دخول ثورتنا، ثورة الشعب السوري، شهرها الحادي عشر، و(...) في غمرة نضالنا لإسقاط نظام بشار الأسد وعصابته، وهو هدف يقترب من التحقق، فإن مجلسنا يقدر عالياً وقوف الشعب اللبناني بجانب شقيقه الشعب السوري، ودعمه السياسي والإنساني والأخلاقي للثورة السورية". واضاف ان "بين الشعبين السوري واللبناني قضية مشتركة، (...) وهي فرصة لطي صفحات سود في تاريخ العلاقات السورية - اللبنانية، مرد سوادها الى النظام الديكتاتوري في سورية الذي مارس أبشع صور الوصاية والنفوذ والتدخل". واكد المجلس في رسالته ان "سورية الحرة المستقلة والديموقراطية تعترف بلبنان وطناً سيداً مستقلاً"، و"تريد للعلاقات السورية اللبنانية ان تكون بين دولتين مستقلتين سيدتين متساويتين". كما دعا الى "اعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين" خلال فترة الوجود العسكري السوري في لبنان والنفوذ السياسي السوري الواسع على الحياة السياسية اللبنانية (1976-2005)، والى "ترسيم الحدود السورية اللبنانية"، و"ضبط الحدود المشتركة بين البلدين". وايد المجلس "انهاء الدور الامني المخابراتي، سواء عبر التدخل في الشؤون اللبنانية، او تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادىء الكيان والدولة والقانون". ورغم انسحاب الجيش السوري من لبنان في 2005 تحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي، لا تزال سورية تتمتع بتأثير كبير على لبنان من خلال حلفائها، وابرزهم حزب الله، الذين يشكلون الاكثرية في الحكومة اللبنانية الحالية. وعلى رغم قرارات عدة اتخذها البلدان منذ 2005 لترسيم الحدود بينهما، لم تخطُ دمشق خطوات جدية لتنفيذ هذا الترسيم. وتفيد تقارير غربية ان شحنات من السلاح تمر بانتظام عبر الحدود السورية الى حزب الله، القوة اللبنانية الوحيدة المسلحة الى جانب الدولة. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومناهض له. وقال المجلس الوطني في رسالته انه "يتقدم بهذه المبادىء على مشارف لحظة تاريخية لكل من سورية ولبنان، مشارف سقوط نظام الأسد الذي يمثل العقبة الدائمة في طريق بناء العلاقات الصحيحة بين الدولتين والشعبين".