دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - شنت القوات السورية عمليات عسكرية واسعة في مدن حماة وإدلب وحمص وريف دمشق استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ما اسفر عن مقتل وجرح العشرات، بينهم نساء وأطفال كما هدمت بعض المنازل. وتزامن التصعيد الأمني مع تسريب مصادر سورية أن «الجهات المختصة قررت حسم الموقف كلياً ونهائياً لتريح المدينة من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية». وقالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصاً بينهم طفل وامرأة قتلوا أمس في عمليات قصف نفذها الجيش السوري، بعد يوم دامٍ شهد مقتل نحو سبعين مدنياً. وقالت اللجان إن ستة من القتلى سقطوا في حماة (210 كلم إلى الشمال من دمشق) التي تتعرض منذ البارحة لقصف يستهدف معظم أحيائها، وسط انقطاع للاتصالات والكهرباء وخطوط الهاتف. من جهتها تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط ستة قتلى في كل من ريف دمشق وحمص وقتيل واحد في إدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن «القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق ما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين في قرية جراجير اثر اطلاق نار من قبل القوات العسكرية السورية التي تشن حملة واسعة في المنطقة». وأضاف ان «دبابات القوات السورية تحاصر بلدة يبرود وتقوم بقصف بلدة حوش عرب». وفي وسط البلاد، ذكر المرصد ان امرأة وطفلاً قتلا اثر سقوط قذيفة على منزلهما في قرية تقع غرب القصير في محافظة حمص (وسط). كما قتل مدني في حماة التي تشهد عملية عسكرية واسعة في عدد من احيائها منذ صباح امس. وذكرت لجان التنسيق المحلية وهي الهيئة التي تقوم بمتابعة احداث الحركة الاحتجاجية ميدانياً في بيان ان «الجيش السوري يقصف مدينة حماة مستخدماً أسلحة ثقيلة من مدرعات «بي ام بي» ويستخدم «آر بي جي» وسلاح البي كي سي». وأضاف البيان «ان الشبيحة (عناصر مدنية موالية للنظام) والأمن مدعومين بالآليات العسكرية والدبابات يقصفون حي باب قبلي من كل الجهات». وأكد «ان هناك انباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وشهداء» مشيراً الى ان «الأهالي لم يتمكنوا من الوصول اليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر». وقالت اللجان ان الجيش يطلق قذائف «آر بي جي» وقنابل مسمارية على المنازل كما قام بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة في حي جنوب الملعب. كما اشارت اللجان الى «تجمع للمدرعات عند دوار كازور مع انتشار حوالى 4000 جندي داخل المدينة». ودعت الهيئة العامة للثورة السورية رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابي «لزيارة المدينة ولرؤية المدرعات الثقيلة قبل أن تدمر المدينة ثم يقوم النظام السوري بسحبها إلى مطار حماة العسكري الذي لا يبعد عن المدينة سوى عشر دقائق». وفي محافظة ادلب، اشار المرصد الى ان «مدينة معرة النعمان شهدت اشتباكات عنيفة بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري ما ادى الى عطب ثلاث ناقلات جند مدرعة ومقتل وجرح 6 من الجيش النظامي». وفي هذه المنطقة «اطلقت القوات السورية النار بشكل عشوائي في قرية احسم وأحرقت بعض متاجر المواطنين وذلك في محاولة منها لانهاء الاضراب في القرية» بحسب المرصد. وأعتبرت صحيفة الوطن السورية الخاصة والمقربة من السلطات ان الوضع الميداني «يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماة وإدلب، بينما يستمر الوضع متأزماً في حمص». ونقلت «الوطن» عن مصدر سوري «أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كلياً ونهائياً لتريح المدينة من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية». كما لفتت «الوطن» الى ان هذا التصعيد حصل بعد ان «حاولت مجموعات مسلحة تدين بالولاء لما يسمى ب «الجيش السوري الحر» «تعطيل حياة المدينة من خلال السيطرة على عدة أحياء وإغلاق مداخلها ومخارجها، وتعطيل الدوام في المدارس، واستهداف عناصر الجيش». وتابعت ان «جهود مراقبي الجامعة العربية الذين عملوا خلال الأيام الماضية بالتنسيق مع الجهات المحلية لم تفلح على تهدئة الأجواء ... ما جعل تدخل الجهات المختصة لإنهاء هذا الوضع مطلباً جماهيرياً وامراً ضرورياً». واتهمت الصحيفة المسلحين بممارسة التصعيد «وقتما يشاء مجلس اسطنبول، وشيوخ الفتنة وقنوات التحريض». الى ذلك، شيعت من مستشفيات تشرين قرب دمشق وحمص وسط سورية واللاذقية غرباً إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 14 عنصراً من الجيش وحفظ النظام «استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم واجبهم الوطني» في مدن مختلفة. يأتي ذلك غداة إعلان لجان التنسيق المحلية إن 68 من المدنيين والمنشقين عن الجيش السوري قتلوا الثلثاء، بينهم 21 مدنياً في احياء مختلفة من مدينة حمص وريفها واربعة بمحافظة درعا وثلاثة بمحافظة ادلب واربعة شهداء بريف حماة وشهيد برصاص حاجز امني على مدخل دوما (ريف دمشق)، حسبما افاد المرصد السوري. وذكر المرصد نقلاً عن اهالي في المنطقة «استشهد 19 مدنياً اثر احتراق وانهيار مبنيين في حي باب تدمر بمدينة حمص جراء استهدافهما من قبل القوات السورية». وأضاف: «كما قتل خمسة جنود منشقين من محافظات درعا وحمص والرقة وحماة وادلب».