سيفتقد زوار الحرم في هذا الشهر الفضيل للعام الثالث على التوالي رؤية «الرواق العثماني» الذي أزيل بهدف الترميم والتجديد والتوسعة، وسيعاد بعد أن تنتهي عملية التوسعة في الحرم المكي، إذ كانت «القباب» تستند منذ عام 979ه على «الرواق العثماني» محل السقف الخشبي فوق قامة «الأعمدة الرخامية» المكونة من بقايا «عمارة المهدي» و«الحجر التونسي» ب589 عموداً، تتوزع على جميع جهات الحرم، وب152 قبة منثورة على جهات الحرم الأربعة، لتستدير كعقد حول الكعبة. واعتقد الكثير من الناس أن إزالة الرواق نهائية، إذ أثارت أخبار هدمه لمصلحة مشروع توسعة صحن الطواف حول الكعبة المشرفة في عام 2012 تساؤل الناس، وتخوفهم من رحيل الرواق إلى أجل غير مسمى. إلا أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي طمأنت آنذاك الجمهور المكي في بيان وزعته على الصحف ووسائل الإعلام، تؤكد فيه أنه سيتم فك الرواق العثماني وإعادة تركيبه بعد انتهاء أعمال مشروع توسعة المطاف، وستتم إعادته إلى الحرم فور انتهاء عملية التوسعة، إذ يقبع الرواق حالياً في مشعر عرفات، وعلى امتداد مساحة كبيرة من الأرض المسورة بشبك حديدي حول عدد من المستودعات الضخمة، تحوي مكاتب خشبية جاهزة وأطنان من مواد البناء المختلفة الأشكال والألوان وقضبان السقالات الحديدية، وجميعها لا يمكن للعابر رؤيتها ومعرفة ما يقبع خلفها. ويبدوا ظاهراً منها نموذجاً محاكياً للرواق العثماني في الحرم المكي، غير أنه أعلى ارتفاعاً وبشكل قريب من النموذج الأصلي، الذي بدأت أعمال إزالته قبل ثلاثة أعوام، ويمنع منعاً باتاً الدخول إليه ورؤية جميع ما فيه. وسيضم المبنى العثماني القديم الذي سيعاد تركيبه في الحرم المكي نحو 2754 قطعة من الإسطوانات (الأعمدة) الرخامية، والقبب والطواجن والشرفات على 496 إسطونة، و881 عقداً و152 قبة و232 طاجناً و993 شرفة. وبات في حكم المؤكد أن الرواق العثماني في الحرم المكي الشريف سيعاد تركيبه مجدداً، ومن المتوقع أن يبدأ العمل في إعادة تركيب أجزاء من الرواق على مراحل عدّة، وفق جدول زمني ينتهي بالتزامن مع اكتمال أعمال مشروع التوسعة التاريخية للمسجد الحرام في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والمقررة في أواخر العام 1436ه المقبل ليستمر غياب «الرواق العثماني» 4 أعوام عن أنظار الناس.